النازحون و(الإغاثة).. آلام وآمال متواصلة

*عشوائية في التوزيع ..تلاعب..وغياب لقاعدة البيانات
*البعض جعل من النزوح مدخلاً للابتزاز و فرصة للثراء
*شكاوى من سوء توزيع الإغاثة في مديريات القاهرة والمظفر والتعزية
*القطاع الخاص غائب تماماً عن مساعدة النازحين
*احتكار بعض المنظمات للإغاثة وافتقار لآلية توزيع مناسبة

تحقيق/ نزار الخالد

يعاني النازحون كثيراً ظروف العدوان التي أجبرتهم ترك منازلهم وسوء آلية التوزيع للمواد الإغاثية والتي لا تلبي حاجتهم بشكل فعلي ويتحدث النازحون ان هناك فساداً حقيقياً يقوم به بعض المشرفين على المواد الإغاثية سابقا وحاليا ولم تتم محاسبتهم وتشاركهم في ذلك بعض المنظمات الشريكة لمنظمة الإغاثة العالمية ..
حاولنا لقاء المعنيين في بعض المنظمات والتي نتوقع بعد النشر أن تتدارك اخطاءها أو تستمر في التستر على أخطائها خاصة بعد أن كون بعض أعضائها ثروات كبيرة من حقوق النازحين ونناقش القضية في هذا التحقيق الذي أجريناه في عدد من المحافظات ..نتابع:

أحمد المساوى مدير الوحدة التنفيذيه بتعز تحدث باختصار :
أتمنى أن لايقتصر تقديم الإغاثة على المنظمات التابعة للأمم المتحدة, وأن يكون هناك دور للقطاع الخاص اليمني في الإسهام بتقديم الإغاثات.
نجاح نسبي
* أما نبيل البعداني فيقول:
الاغاثة عشوائية وفيها محاباة وتخبط وسوء خلق لدى العاملين عليها, تصرف بالقطارة لبعض المحتاجين مع امتهان لكرامتهم وتذهب لغير مستحقييها، القائمون عليها بلا ذمة والمواطنون يتهافتون عليها, الأغنياء قبل الفقراء مزاحمة انتقائية أجزم أن الحزبية والمناطقية لها دور في ذلك.
وتابع : البعض يؤكد أنها تذهب للسوق السوداء و ينتقدهم لعدم صرفها للفقراء وذهابها للجشعين, وهكذا يزرعون اليأس في نفوس الناس .
– وتحدث مصطفى المغربي قائلا:
رغم تعدد المنظمات الدولية الإغاثية في العاصمة صنعاء تحديدا وبقية المحافظات إلا أنها جميعا لم تقدم عونا مناسبا مع الوحدة التنفيذية لإغاثة النازحين وإيقاف معاناة المهجرين والنازحين و غالبيتهم من أبناء تعز..
والسبب الرئيسي في ذلك عدم وجود قاعدة بيانات بأعداد النازحين و المهجرين قسريا وعناوين نزوحهم ومتطلباتهم .
وأضاف :للأسف لم تعتمد الوحدة التنفيذية وتلك المنظمات على جهات متخصصة في عمليات المسح الميداني للوصول لقاعدة بيانات توضح أماكن تواجد هؤلاء النازحين و المهجرين ومتطلباتهم قبل كل شيء.
فالمعلوم أنه لا توجد تجمعات للنازحين في مخيمات إيواء كما هو متعارف عليه في الدول الأخرى التي تعيش نفس حالات الحروب
والسبب في ذلك التركيبة الاجتماعية لليمنيين والأعراف حيث يرفض اليمنيون البيات في مخيمات نزوح جماعية ويعد ذلك لديهم عيبا اجتماعيا.
وتابع :الأهم أن 90 % من النازحين و المهجرين أضحوا ضيوفا على أقارب او أصدقاء لهم في العاصمة وبقية المحافظات الآمنة ..
وأصبح الجميع بحالة مأساوية وبحاجة ماسة للإغاثات بشتى أنواعها لذلك كان الأحرى بالوحدة التنفيذية للنازحين التعاقد مع الجهاز المركزي للإحصاء ليتولى الأخير المسح الميداني في صنعاء و مدن النزوح الأخرى حيث سترتكز قاًعدة البيانات على أسماء أسر النازحين وأعدادهم وعناوين نزوحهم ومتطلباتهم التي لاتقتصر على الإغاثة الغذائية فحسب …
فأولويات الاحتياجات للنازحين والمهجرين متعددة ولها أولويات على النحو الاَتي :
1 – المأوى ( السكن ) وهذا ما كانت تقدمه منظمة ديا ثم توقفت لاسباب تدخلات منتفعين.
2 – العلاج لحالات الجرحى من النازحين من مناطق الاحتراب
3 – الأثاث و الملبس .
4 – الغذاء
5 – التعليم
6 – الصحة العامة ، والعلاج النفسي.
واستطرد :لكن للأسف تركزت جل الإغاثات العشوائية للغذاء عبر التغذية المدرسية بينما جل النازحين والمهجرين يحتاجون للمأوى أولا.
ومما سبق نؤكد على ضرورة الوصول لقاعدة بيانات شاملة بالتعاون مع الجهاز المركزي للاحصاء على أن تتضمن القاعدة ماسبق الاشارة إليه من بيانات .
وستنتهي الاجراءات بوصول كرت إغاثي لكل أسرة نازحة أو مهجرة قسرا .
وبذلك لن يتبقى سوى حالات الإضافة و الاستبعاد التي ستشرف عليه الوحدة التنفيذية بالتنسيق مع اللجنة العليا للاغاثة وسبق وان وضعنا لها تصور منذ أشهر ولكن لم تلق تفاعل أو قبول لاسباب غير معروفة.
شحاتون و لصوص
* فيما تحدث محمد عبدالله قائد قائلا:
إغاثة .. كلمة مضحكة للغاية لأن القائمين عليها جعلوها ساحة للابتزاز والاستغلال للفرص، فما أعلمه أنني كنازح ومآت الآخرين نازحون أعرفهم لم تصلهم هذه الإغاثة.
القائمون على هذه المراكز معظمهم في نظرنا (لصوص) لأنهم يرون أن الحق في الإغاثة للأقربين .
وتابع :الإخفاق يأتي بسبب غياب الذمة والضمير وعدم وجود دراسة حقيقية لواقع النازحين والتعامل مع النازحين باسلوب غير راقٍ ووجود بعض الموظفين الذين يرون بأن النازح (شحات) وليس صاحب حق من أجله وجد هو في وظيفته ومن أجل النازح شكلت المنظمات واللجان، لكن للأسف هناك عقولاً صغيرة موجودة في إدارة مثل هذه اللجان أو المنظمات التي تصلها حقوق النازحين.
والنجاح يمكن أن يتحقق حينما يتعلم المدير المسؤول وجميع الموظفين في هذه اللجان والمنظمات بأنهم خدام للنازحين وليسوا ملاكا لما يتم توزيعه .
منظمات و شخصيات
وتحدث نشوان الأغبري قائلا:
نحن نازحوين ومتضررون من أبناء محافظة تعزومايحدث عبث ومتاجرة بتلك المواد الغذائية حيث يقومون بتسجيل اسماء وهمية ولم يتم عمل قاعدة بيانات بأسماء النازحين ولكن يقومون بتغيير الأسماء وبيعها وهناك سماسرة حيث يقوم البعض ببيع الماَت من الحالات للتجار والنازحون يموتون جوعا.
نحن أبناء تعز نرسل هذه الرسالة إلي المعنيين ونحن بعض الشباب نعمل على التحضير لمسيرة كبر في العاصمة صنعاء ستنطلق الى برنامج الغذاء العالمي ومن ثم إلى القصر الجمهوري نطالب برفع يد القائمين حاليا عن المعونات.
وتابع :وعندما نتكلم عن أبناء تعز وعن معاناتهم ، فإننا نتكلم عن واقع أليم ، واقع يكشف لنا أن هناك رجالاً تستحق الاحترام كونها تبذل جهوداً صادقة من أجل رفع المعاناة عن الناس ، بينما نجد الكثير والكثير منهم مجرد ديكور .
(فقدان الآلية)
ومن جانبها تحدثت سعاد العبسي قائلة:
هناك أشياء كثيرة يحتاجها النازحون خاصة الذين لايمتلكون أي دخل ويعيشون اوضاعا صعبة للغاية ولكن توزيع الاغاثة بحاجة الى آلية قوية بحيث تحقق سلامة التوزيع وعدالته وهناك حكر على بعض المنظمات المحلية وهي تتبع طرف معين فلا يتم التوزيع إلا وفق مصلحة وهناك منظمات محلية تفتقر إلى آلية إدارية وهناك معوقات اخرى ايضا لعدم الشفافية وربما التطويل في الاجراءت وكل هذا يضيف معاناة للنازحين ولابد من اتخاذ اجراءت سليمة وشفافة وسريعة لكي يحصل النازح على الدعم كما نشكر كل الذي يهتمون بشؤون النازحين ولابد من اَلية حقيقية لكي يضمن النازحين الحصول على المساعدات الانسانية.
وصول محدود
فيما يقول وجدان الكوري:
اناس كثيرون يعيشون على الاغاثة القادمة من عدن وتصل الى قرى الحجرية ويستفيد منها الكثيرون ويعيش الكثير منهم عليها بعد ان فقد الناس اعمالهم وهناك اشياء كثيرة تباع في التربة وهي من حق المواطن وتباع لمصلحة قادة ما يسمى بالمقاومة والكثير اصبحوا تجار من الاغاثة والبعض يدفع مبلغ 1500 ريال عشان تستلم الاغاثة.
اما في المدينة لايصل إلا القليل ولو وصل يصل الى الاصلاحين ويبيعوها في المستودعات والمحلات والمواطن له الله والبضاعة في مخازن بالضبوعة.
تغطية منقوصة
ويرى انور المعبقي أن الاغاثة لاتشمل جميع الاحياء السكنية فهناك احياء متخمة بالاغاثات واحياء لم تصل اليها إلا بعض الاغاثات وبصراحة اغاثة الهلال الاحمر الاماراتي هي من غطت كل الاحياء السكنية تقريبا بتعز والإلية المتبعة فيها كانت جيدة اما بعض الاغاثات وخاصة التي تكون بشكل دوري كل شهر او شهرين فقد شملت بعض الاحياء السكنية وغابت عن العديد من الاحياء رغم تواصلنا مع القائمين عليها ولعدة مرات إلا اننا لم نلق منهم سوى الوعود ومثال على ذلك منظمة ميرسي كور (الرحمة)مقرها بداية الشارع المتفرع للمسبح فاغاثتها دورية ولكن العديد من الاحياء محرومة منها مثل حي القرشي بالعواضي وحي ثلاجة اليوسفي بالمسبح وحي شارع 26 والعديد من الاحياء في تعز.
الاغاثة دون المطلوب
محمد القاضي يقول:
الحقيقة…ان عملية توزيع الاغاثة لا ترتقي الى المستوى المطلوب…لا كما ولا كيفا…إذ انها تتجاهل السواد الاعظم من الناس ..وتركز على مجموعة معينة فقط..ناهيك عن ان محتواها ليس بالمطلوب.
كما أن عملية التوزيع عملية ارتجالية نظرا لعدم الاعتماد على قاعدة بيانات صحيحة..او احصاءات دقيقة ..إضافة الى ذلك الكفاءات الإشرافية على هذه العملية قد لا تمتلك خبرة كافية في هذا المجال.
عشوائية
عبدالقاهر عبيد تحدث عن توزيع عشوائي خصوصا في الأرياف كما انها حد قوله لا تشمل سوى30%من المحتاجين إليها ومن تم التوزيع لهم لا يغطي 20%من احتياجهم الضروري لا يوجد عدالة في التوزيع
عدم وجود مسح
نادر البحر يقول :توزيع الإغاثة يعتبر من اهم المشاريع في الوقت الراهن و يلامس احتياج الانسان الفقيروالنازح والمصاب بكوارث الأزمة في اليمن ..
إضافة إلى ذلك يعتبر من اول المشاريع المطلوبة في اليمن نتيجة توقف كثير من الأعمال ، والنزوح والفقرو توقف رواتب معظم الناس و غيرها من الأسباب ..
لكنها لا تلبِّي حاجة النازحين جميعهم و لكنها تغطي احتياج كبير و تساعد في تغطية العجز الموجود.
وأضاف :لكن يفضّل ان يتم زيادة حجم السلة الغذائية .. كما يفضّل ان يتم الاستمرار مع الأسر المستهدفة شهريا .
سوء تغذية
احمد زبيبة قال:
نحن نتحدث عن أكثر من 3 ملايين نازح نتيجة العدوان والمواجهات في اليمن جميعهم يحتاجون مساعدات عاجلة سواء غذائية او طبية او اماكن للسكن ، منظمات الإغاثة تقوم بحلول مؤقتة لا تغطي معاناتهم المستمرة ، فتوزيع الغذاء على سبيل المثال للنازحين يتم بشكل نادر وغير منتظم لضمان الوفاء بحاجتهم للمأكل ما يجعل الكثير منهم يتجهون للتسول وهو ما نلحظه على الواقع ، ناهيك ان الكثير من المساعدات المحلية والدولية لا تصل بالشكل المطلوب لمن يستحقونها فعلا نتيجة عدم الترتيب والتنسيق مع الجهات المختصة بشكل منظم .
ووفق مكتب الأمم المتحدة فإن المساعدات الإنسانية المتاحة لديها لا تغطي 19 % مما هو مطلوب لتغطية المستهدفين من برامج الإغاثة ..
سوء تقدير
وتحدثت الأخت وفاء حنش بالقول:
في البداية يجب معرفة أن حاجة النازحين ليست الإغاثة الغذائية فقط هناك احتياجات مثل الإيجارات ومعالجة المصابين والمرضى أسوة بنازحي بعض المحافظات بينما نازحي تعز يعانون معاناة كبيرة جدا ولم يجدوا اي التفاتة من اصحاب تعز الذين هم في مراكز القرار وهم كثر ومعروفين ولم يقدموا لابناء محافظتهم أي عون.
ولفت الى أن من بين المشاكل : عدم التسجيل العشوائي وادخال البيانات من اكثر من طرف وهذه من اهم الاخفاقات التي يجب معالجتها بصورة عاجلة من خلال عمل مسح ميداني حقيقي للنازحين.
عبث متعمد
اخيرا يقول احمد قنبر :
أسرتي مكثت في صنعاء حوالي سنة وكانوا يقولوا بايوزعوا إغاثة لنازحي تعز ولم يصل منها شيء طيلة عام .
وهكذا في تعز ..كانت تصل بشكل جيدعندما كنت نازحاً في ريفها في شرق صبر وكان المجلس المحلي هناك هو المسؤول ووصلت طيلة ثلاثة أشهر وهي فترة نزوحي هناك قبل عودتي الى صالة في تعز .
لكنه أشار إلى وجود عبث متعمد بسبب القائمين على موضوع الإغاثة التي يحرم منها معظم المحتاجين فتذهب بطرق اقرب للتجار والمحاباة لبعض الناس على حساب آخرين محتاجين .
وختم بالقول :منذ فترة طويلة لم يعد الناس يسمعون عن الاغاثة ولايدرون عنها شيئاً واغلب الظن انها تسيرفي الريف بشكل مرض على عكس المدن .

قد يعجبك ايضا