النساء والأطفال ابرز ضحايا العدوان

تعتبر شريحة النساء والأطفال هي الشريحة التي تتصدر قائمة ضحايا العدوان فآلاف النساء والأطفال كما تؤكد ذلك الإحصائيات الرسمية وتقارير المنظمات الدولية المعنية قد سقطوا في الغارات الوحشية الغادرة التي تنفذها طائرات العدوان السعودي على مختلف محافظات الجمهورية منذ بداية العدوان
فالأطفال والنساء ليسوا من يقرر اشتعال الحرب لكنهم دائما من يتحملون عبء هذه الحرب .. هكذا تقول المنظمات الدولية المعنية بحقوق الطفل وهم يستعرضون أوضاع الطفولة في اليمن بعد مرور أكثر من 19 شهراً على العدوان الذي يشنه تحالف العدوان على اليمن منذ ال26 من مارس 2015م .
أطفال على حافة الهاوية
تحت هذا العنوان أوضح تقرير لمنظمة الطفولة والأمومة التابعة للأمم المتحدة “اليونيسف” الآثار المأساوية التي نجمت عن الحرب على قطاع الطفولة في اليمن وتشير اليونيسيف إلى أن ثلث الضحايا من المدنيين في اليمن منذ بدء العدوان هم من الأطفال.
ويوضح تقرير اليونسيف بأن 6 أطفال يقتلون أو يصابون بجروح يوميا في اليمن.
وتستعرض اليونسيف في تقريرها حجم المعاناة التي بات يعيشها الأطفال جراء تردي المؤسسات الخدمية ومرافق البناء الأساسية وانعكاس ذلك على حياة الأطفال مشيرة إلى أن قرابة عشرة آلاف طفل تقل أعمارهم عن الخمس سنوات ماتوا نتيجة أمراض بسبب غياب اللقاحات أو لعدم حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة.
ويضيف أن اكثر من 63 مركزا طبيا على الأقل تعرضت للقصف كما أن كثيراً من الأطفال باتوا خارج المدارس.
بينما لا تزال أكثر من 1600 مدرسة مغلقة بسبب انعدام الأمن ونزوح الكثير من العائلات ما جعل آلاف الأطفال خارج أسوار المدارس .
أضرار خطيرة
بات ملايين الأطفال عرضة لأمراض الطفولة نظرا لعدم توفر الأمصال الطبية ضد أمراض الحصبة وشلل الأطفال وغيرها من أمراض الطفولة ويؤكد تقرير اليونيسيف بان نحو 320 ألف طفل معرضون لسوء تغذية حاد يمكن ان يسبب الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي والالتهاب الرئوي وأمراض أخرى تنتقل عن طريق المياه .
ويحتاج عشرة ملايين من أطفال اليمن إلى مساعدات إنسانية لتلافي المزيد من تدهور الأوضاع بشكل اكبر في المستقبل إذا ما استمرت الحرب وتؤكد اليونسف بأن أكثر من 10 آلاف طفل تحت الخامسة استشهدوا العامين الماضيين بعد إصابتهم بأمراض كان يمكن الوقاية منها.
ولا تتوقف الأضرار عند هذه القضايا اذ تشمل مجالات أخرى تتعلق بحياة الأطفال ومنها ما يكون لها آثار عميقة وخطيرة في حياتهم المستقبلية كما أن من آثار العدوان كما يقول الأطباء والمختصون ما تكون منذ مرحلة مبكرة في حياة الطفل حتى وهم أجنة في بطون أمهاتهم ويؤكد المختصون بأن الأطفال يظلون أكثر الفئات الاجتماعية تأثراً بما تخلفه الحروب من آثارٍ نفسية.. وتظهر هذه الآثار في عدة صور ومنها على سبيل المثال لا الحصر الفزع الليلي ومعاناة القلق والشعور بعدم الراحة والإصابة بحالة “الفوبيا” أو الخوف المرضى من الأصوات والظلام.
وكذلك الانتكاسة في بعض المهارات التي تم اكتسابها، فيظهر التبول اللاإرادي أو زيادة في التبول إلى جانب ظهور بعض الاضطرابات السلوكية مثل قضم الأظافر والكذب..وظهور مشكلات في الكلام، كالتلعثم أو الفقدان الوظيفي للكلام وكذا حدوث اضطرابات الأكل.
وغير ذلك من الآثار التي يسعى العدوان بتعمده استهداف الأطفال اليمنيين كما يقول سياسيون وأكاديميون من اجل خلق جيل مضطرب غير قادر على القيام بدوره في حياة البلد السياسية والاجتماعية.
ويشير أخصائيو الطب النفسي بأن هذه الآثار قد تتحول إلى مشاكل نفسية عميقة خاصة إذا لم يتمكن الأهل أو البيئة المحيطة بهم من احتواء هذه الحالات ومساعدة الطفل على تجاوزه.
الآثار والتداعيات الخطيرة للعدوان على الأطفال لم تقف عند حد القتل الجماعي بهم وبأمهاتهم وعائلاتهم بل امتد ليحرم الملايين منهم من التعليم وتلقي الأدوية والرعاية الصحية اللازمة والتي انعدمت وأصبحت في أدنى مستوياتها بسبب العدوان والحصار الجائر.
ناهيك عن أضرار نفسية خطيرة قد تلازم أطفال اليمن منذ الولادة إلى مراحل متقدمة من حياتهم جراء الممارسات الإجرامية التي اقترفها العدوان بنفس الوحشية التي فتكت بالمدنيين ومقومات حياتهم ومن ذلك حالات ولادة لأطفال مشوهين والتي حدثت في أكثر من محافظة يمنية.

قد يعجبك ايضا