لا إرهاب ..عدالة..(8)

هلال جزيلان
تنشئ محاكما عسكرية ، وتبني سجونا حربية ، ليس لتقدم الجيش كما تدعي، وبنائه كما تزعم ، أو لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب او لسجنهم كما هو الهدف الحقيقي من إنشائها ، وتحكم بالإعدام الجماعي على من تعول، على من هم رعيتك ، وتصيغ قوانيناً مبالغ فيها لمكافحة الإرهاب المزعوم ، لتقهر في المقابل مواطنيك وأنت من أوكل إليك خدمتهم في الأصل.
تسلح أمنا قوميا ،وتتصدر على البلاد بأمن سياسي ، ليس كل هذا للبناء وحضارة الإنسان في مجتمعه ودولته كما تدعي لنفسك فعل ذلك ، بل تعمل هذا كله ، والمزيد منه لكي تدمر شعبك ومواطنيك وترهبهم ، وأنت في نفس الوقت تشتكي إرهابا .
أنت المدان هنا لأنك قمت هذه المرة بالارهاب بشكل مباشر ولهذا عليك تحمل التبعات ،اين العدالة من هذا الأمر بادعائك انك تعدل وأين الإنسانية برايك ..؟
تحارب من يحملون الدين ، والإنسان بلا دين ليس إنسان في حقيقة الأمر ومع هذا تشتكي الإرهاب ، تدخلهم السجون السرية التي لا ترى ضوء الشمس ، وتقيم عليهم موائد التعذيب المختلفة ، فبهذا أين أنت من العدالة ؟!.
وقد تكلم الأمام محمد متولي الشعراوي رحمه الله في ذلك وقال:”لو أن الحكام خلوا بين الناس ودينهم لحبهم الناس وتقربوا بذلك إلى ربهم ” لأنهم خلوا اي ابقوا بين الناس وفطرتهم ، ولكن الحكام إلا من رحم الله للأسف عكس هذا تماما حاربوا الدين وحملته والدعاة والمصلحين ، بل يجب على الساسة والحكام والقادة في الأصل أن يكونوا متدينين ملمين بجوانب التشريع كما يوضح ذلك المهاتما غاندي ، حيث قال:”في رأيي ان السياسة ، التي لا ترتبط بدين، قذارة محضة ، يجب تجنبها ، أن السياسة ميدانها العمل لخير الأمم ولذلك يجب أن نشد أليها اهتمام الرجل المتدين أو بعبارة أخرى ، الرجل الذي يسعى وراء الله ووراء الحق” فهل ساستنا يحملون نوعا ما من الدين على الأقل ؟!!.
بل لماذا حرص الدعاة والمصلحين قبل المهاتما غاندي وأقواله الرائعة ، وإنسانيته اللا متناهية ، على ان يكون الولاة والحكام والساسة عبر القرون أصحاب استقامة وتقوى ، لأن من يحملون هذه الصفات بحق لا أعتقد كما هم يعتقدون ، بأنهم سيظلمون يوما لأن حاجز الدين سيردعهم ويمنعهم ، بل ان الظلم لن يأتي حتى في تفكيرهم ، ولكن الحاصل اليوم اقل ما يوصف انه يندى له الجبين !!.
بل كان من الشروط الضرورية ، التي تشترط في الحاكم أو الوالي على المسلمين ان يكون فقيها وقاضيا ، ولكن الحاصل اليوم كما نرى. لكن اليوم يشترط في السياسي لكي يتولى منصبا رياديا ، أن يكون بعيدا عن الدين وملما بعلوم السياسة ، والسياسة بلا دين كما أسلفنا قذارة محضة.
لا ضير في وجود دولة مدنية حديثة تدع حرية التدين والدعوة للدين وتساعد في نشر وبناء ثقافة دينية في النشء والناس بكل أريحية ، فديننا كما نعرف يراعي الحداثة كونه صالح لكل زمان ومكان ، كما هو معروف ، بهذا نقول متى ستتكون عدالة ياترى؟!!.
لكي نعيش حياة صحيحة بلا إرهاب ، كل الأمر يرجع فيه على أهداف وطموحات حكامنا وتوجهاتهم ، أن أرادوا أيجاد عدالة أو إرهاب.

. helalejezilan2012@gmail.com

قد يعجبك ايضا