قانون جاستا…صنع في اليمن

محمد غبسي

في الوقت الذي ينفق فيه حكام الخليج جزءاً كبيراً من ثروات شعوبهم لدعم أحد المرشحين الأمريكيين في محاولة لكسب رضا الرئيس الأمريكي القادم, خرج الرئيس السابق علي عبدالله صالح بتحليل سياسي مختصر تطرق فيه إلى عدم جدوى بعثرة المال هنا أو هناك وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية التي قال إنها تتبع سياسة ثابتة تخدم مصالحها الاستراتيجية حول العالم وان تلك السياسة لا تتغير مهما تغيروا الرؤساء وأياً كان الحزب الحاكم ، وقد نشرت حديثه صحيفة اليمن اليوم تحت عنوان ذكي وعابر للحدود ” إياك أعني…يا جارة  “.
هذا هو صالح رجل المفاجآت والحنكة السياسية التي حيرت العالم يأخذ نفساً عميقاً بعد عامين من الصمود في وجه عدوان عربي تقوده مملكة آل سعود ليقول كلمته بشأن الرئيس الأمريكي القادم ، فبدلاً من أن يساهم بتمويل حملة أي من المرشحين بالمال اكتفى بالترحيب المسبق بأي منهم وهنا تكمن الحكمة وتتجلى بأبهى صورها اليمانية .
أجزم بأن قانون جاستا الذي أقره الكونجرس الأمريكي أمس الأول صاروخ بالستي تمت صناعته في اليمن خاصة أنه جاء بعد يوم من سخرية صالح من تفاؤل حكام الخليج بأحد المرشحين المتنافسين وتحذيرهم بقوله “حلفاؤكم اليوم هم أعداؤكم في غد ” إذ أن السعودية لم تتعر أمام العالم كمجرمة حرب وداعم أساسي وبلد منشأ للإرهاب إلا بعد أن قامت بشن عدوان سافر على اليمن، ولولا صمود اليمنيين في وجهها رغم الفارق الكبير في المجال العسكري، صبر اليمنيين وجلدهم وصمودهم في جبهات القتال وبحثهم المتواصل عن السلام، نجح اليمنيون بإيصال صوتهم للعالم الذي شوشت عليه أموال النفط الكثير من الحقائق إلا أن عامين من الصمود كانت كفيلة بوضع كل أجزاء الحقيقة أمام أعينهم مباشرة، لم يكتف العالم باتهام السعودية بارتكاب مجازر حرب في اليمن بعد أن وضعت جثث آلاف الأسر اليمنية بين أيديهم بل قرر العالم هذه المرة ومن أمريكا تحديداً أن يحمل السعودية المسؤولية الكاملة عن جريمة 11 سبتمبر 2001م ومن هنا ستبدأ قصة النظام السعودي كقاتل متسلسل استغرق ستة عشر عاماً لإدانته بأول جريمة ارتكبها بحق الآلاف من جميع الأجناس في برجي التجارة العالمية في نيويورك، ستعقب هذا القانون قوانين من هنا وهناك، وبما أن أمريكا هي من تصدر القوانين للعالم فإنها بهذا القانون قد فتحت الجحيم لآل سعود، وإذا كان جاستا يتيح لضحايا أحداث سبتمبر 2001م بمقاضاة السعودية
فبإمكاننا القول إن ضحايا تلك الأحداث الإرهابية لم ولن تقتصر على أربعة آلاف شخص قتلوا في نيويورك بل هناك ضحايا في أنحاء كثيرة من العالم من بينها شعوب بكاملها تبدأ بأفغانستان والعراق وليبيا وسوريا ولن تقف في اليمن .
وسلامتكم

قد يعجبك ايضا