بالأرقام: اليمن .. أبعد من الفلبين!!

د. صادق القاضي.
تتجاوز إشكالية العلاقات اليمنية الخليجية أعراضها الشكلية المرحلية، وتبسيطاتها السياسية العابرة إلى اختلالات بنيوية متقادمة كامنة في عمق الطبيعة الجيوسياسية للمنطقة، بما ينزاح بالعلاقة بين الجانبين، بعيدا عن المنطقي والمفترض والأولويات البديهية للجغرافيا السياسية!.
تتجلى هذه النتيجة، على مختلف الجوانب والمستويات، على ضوء كل المؤشرات، وبشكل خاص المؤشر المرتبط بالقوى العاملة المهاجرة، أو ما يُعرف بـ(المهاجرين الاقتصاديين).
•حجم العمالة الوافدة في الخليج:
– يبلغ حجم العمالة الوافدة في الخليج، حوالي (٢٤)مليون عامل، يشكلون أغلبية القوى العاملة في جميع دول مجلس التعاون الخليجي، وحوالي نصف عدد سكان دول المجلس؛ فضلًا عن غالبية السكان في الإمارات والبحرين والكويت وقطر.!
-الكتلة الكبرى من هذه العمالة الوافدة قادمة من الدول الآسيوية؛ مثل: الهند، والفلبين وباكستان وبنغلادش واندونيسيا وسريلانكا.!
-يبلغ حجم العمالة اليمنية في الخليج، بحده الأعلى، قرابة مليون عامل، حوالي (700) ألف منهم في السعودية، من إجمالي (٩)ملايين عامل أجنبي فيها.
• مقارنة باليمن:
-نسبة العمالة اليمنية في السعودية أقل من 10% من إجمالي العمال الأجانب فيها، أما في بقية دول الخليج فلا تزيد النسبة عن ١٪.
– حجم العمالة اليمنية.في دول الخليج كلها، يساوي عدد الباكستانيين في السعودية، والبالغ عددهم نحو مليون عامل باكستاني.
– نسبة العمالة اليمنية.في دول الخليج حوالي ١٢٪. من حجم العمالة الهندية في الخليج، والبالغة 8 ملايين عامل هندي.
– في غضون أربعة عقود ارتفع حجم العمالة “الهندية” في دول الخليج، من نحو 250 ألف عامل عام 1975م إلى قرابة 8 ملايين عامل في الوقت الحاضر، وخلال ربع قرن، وصلت العمالة اليمنية في الخليج إلى أدني مستوياتها، بداية بترحيل ما يقارب من 800 ألف مغترب وإلغاء كافة الامتيازات التفاضلية التي كانوا يحصلون عليها، إثر حرب الخليج الثانية.
•الحوالات المالية:
-تبلغ الأموال المرسلة من الدول الخليجية للخارج قرابة 100 مليار دولار أي 6.2% من الناتج المحلي الإجمالي الخليجي.
-نسبة التحويلات لليمن لا تتجاوز ٣٪ من جملة التحويلات الخارجية.
– تمثل التحويلات الخليجية أكثر من ثلث التدفقات المالية الواردة إلى الهند، وربما وصلت إلى 37% من قيم التحويلات المالية الخارجية للهند؛ وإلى 60% من التحويلات المالية المرسلة إلى باكستان، الأمر الذي يكشف مدى أهمية الاقتصادات الخليجية للاقتصاد الهندي والباكستاني.
•ختاماً.. لو.. كالفلبين!:
-في موازاة رحلات جوية لم تكن تتجاوز أصابع اليد الواحدة بين صنعاء ودبي، في الأسبوع، تتم (٧٠) رحلة أسبوعية بين دبي والفلبين!.
-وفي حين تعد معدلات البطالة في اليمن من بين أعلى المعدلات على المستويين العربي والدولي، تُعَدُّ دول مجلس التعاون الخليجي، السعودية بالخصوص، الأكثر احتضانًا للعمالة الفلبينية المهاجرة على مستوى العالم!!.

قد يعجبك ايضا