خبراء : انعدام الوعي والبيئة اليدوية حواجز أمام اتخاذ القرار الصحيح


الثورة –
صنفت اليمن ضمن أقل 15 دولة في ريادة الأعمال نتيجة تراجعها في المؤشرات المرتبطة بتنفيذ المشاريع الخاصة والخدمات المالية والإدارية المتنقلة التي تسمح بزيادة مرتادي المشاريع الصغيرة ورجال الأعمال ونمو مشاريع الأعمال الخاصة.
وطبقا◌ٍ لتقرير صدر الأسبوع الماضي فإن انخفاض تكاليف تأسيس الشركات في جميع أنحاء المنطقة ساهم في زيادة أعدادها باستثناء اليمن .
وجاءت دولة الإمارات طبقا◌ٍ للتقرير العالمي الخاص “بمؤشرات الازدهار” الصادر عن معهد “ليجاتوم” والذي صدر بعنوان “الازدهار ليس مجرد ثروة” ضمن أعلى 30 دولة في مجال ريادة الأعمال¡ وتقع كل من اليمن وجيبوتي والسودان والعراق وأفغانستان ضمن أقل 15 دولة في ذات المجال.
العوائق
تعتبر التكنولوجيا اكبر عائق أمام نمو وتطور ريادية الأعمال في اليمن وكذا انعدام البيئة المناسبة لازدهار الأعمال والاهم استمراريتها وديمومتها.
وتؤكد الباحثة الاقتصادية المتخصصة في إدارة الأعمال والتنمية البشرية فائزة السليماني فإن قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في اليمن لا يزال قطاعا ناشئا◌ٍ يتسم بنموه البطيء في ظل محيط اقتصادي مليء بالتحديات وعدم الاستقرار .
وفي إطار ذلك هناك معوقات عامة وأساسية تعيق استخدام التكنولوجيا الحديثة في هذا القطاع الحيوي.
كما أن قطاع التكنولوجيا قطاع ناشئ يقدم خدمات اعتيادية في ظل طلب محدود لتقنيات بسيطة وكذا ارتفاع تكلفة الاستثمار.
لكن تظل هناك عقبات أمام العديد من مدراء المنشآت الصغيرة والأصغر في استخدام التكنولوجيا بطريقة فعالة من شأنها النهوض بالمشروع وتحقيق أهدافه خلال فترات زمنية محددة.
في هذا الخصوص يؤكد خبراء أهمية التكنولوجيا في تطور الأعمال وتأثيرها الكبير في الإنتاجية والتسويق والتوزيع وإيجاد كوادر بشرية على مستوى عال◌ُ من الاحترافية والمهنية.
لكن الكثير من منشآت الأعمال في اليمن لا تزال بعيدة تماما◌ٍ عن التكنولوجيا وتدار 99% من هذه المنشآت والأعمال بطريقة يدوية بحتة طبقا◌ٍ لنتائج مسح واستطلاع حديث حول التكنولوجيا وطريقة تعامل الشركات وقطاع الأعمال في اليمن مع التقنية الحديثة.
وتقدم الباحثة أمثلة لحلول تقنية تسهم بشكل رئيسي وأساسي في تطوير وتحسين أداء منشآت الأعمال¡ منها استخدام أنظمة تخطيط الموارد والشبكات الاجتماعية في التسويق.
تخطيط موارد
أهم ما يميز برامج تخطيط موارد الشركات عن الأنظمة المعتادة أنها تعمل كنظام موحد متكامل وتتصل فيما بينها كوحدة متكاملة في جميع أقسام وإدارات المؤسسات.
أما الأنظمة العادية بحسب رؤية بحثية لخبيرة الأعمال فائزة السليماني فإنها لا تعمل كنظام موحد فلكل إدارة نظامها المستقل عن الإدارة المجاورة لها ويبدأ وينتهي عمل النظام في نفس الإدارة .
وترى ضرورة توفر المعلومة من مصدر واحد وتحقيق التكامل الإداري من خلال نظام واحد متكامل يكون حلقة وصل بين كافة الإدارات والأقسام المختلفة ورفع كفاءة العمل وزيادة الإنتاجية وكذا انجاز كافة المعاملات الإدارية والمالية ذات الإجراءات الطويلة بشكل سريع وفعال في وقت قياسي مقارنة بما يتم انجازه بالطريقة اليدوية وتوفير المعلومة الدقيقة التي تساعد على اتخاذ القرار الصحيح.
مؤشرات الازدهار
يعتبر معهد ليجاتوم منظمة مستقلة مقرها لندن¡ ويعمل على إجراء البحوث¡ وطرح الأفكار والبرامج للوصول إلى مجتمعات مزدهرة عن طريق توفير المعلومات اللازمة لصناع القرار في جميع أنحاء العالم.
ويرى المعهد أن لكل دولة فرصة في الازدهار مهما كانت ظروفها الحالية أو الماضية¡ شريطة اقتناعها بضرورة خلق مجتمع يحث على روح المبادرة والعمل معا◌ٍ¡ وتعزيز سيادة القانون¡ ووجود أسلوب للحكم للرشيد ممثلا في جهات تنفيذية تخضع للمساءلة والمحاسبة.
ويصدر المعهد تقريرا◌ٍ سنويا◌ٍ عن حالة النمو والازدهار في العالم تحت اسم “تقرير ليجاتوم لمؤشر الازدهار” ويشمل 142 دولة من ضمنها دول الشرق الأوسط.
ويختلف تقرير معهد ليجاتوم عن باقي التقارير التي تناقش النمو والتنمية في العالم مثل تقرير التنمية البشرية التابع للأمم المتحدة¡ وتقرير الدول الفاشلةº في كونه لا يستند في قياسه للازدهار إلى المعايير الاقتصادية فقط¡ بل يستخدم أيضا◌ٍ معايير اجتماعية وسياسية.

قد يعجبك ايضا