الشيطان وأباليس العالم..!

عادل عبدالإله العصار
عندما يتحدث المبعوث الأممي ولد الشيخ عن سقوط آلاف الضحايا المدنيين في اليمن وتهجير الملايين وتشريدهم من منازلهم فمن البديهي أن يتساءل العالم ساسة وأنظمة وشعوباً، عن سبب سقوط كل هؤلاء الضحايا وأين وكيف سقطوا وعن المتهم الرئيسي والقاتل الحقيقي الذي اقترف كل هذه الجرائم واستهدف الشعب اليمني مع سبق الإصرار والترصد في كل زاوية من الأرض اليمنية؟!.
هل سقط كل هؤلاء الأبرياء في جبهات القتال المشتعلة بين اليمنيين..؟ وهل اتسعت رقعة هذه الجبهات لتشمل كل الخارطة اليمنية..؟
هل توجد جبهات قتال في أحياء وشوارع العاصمة صنعاء..؟
هل توجد جبهات قتال ومواجهة في مدن وقرى محافظة صعدة والحديدة والمخأ وذمار وحجة وحرض ومستبأ وسنبان وعمران وإب وكل مدن وقرى الجمهورية اليمنية التي تحولت إلى مسارح لأبشع مجازر عرفها العالم؟! هل شهدت اليمن كل ذلك لتختلق الأمم المتحدة كل هذه الادعاءات وكل هذا الزيف الأممي؟!.
هل يتقاتل اليمنيون في الشوارع وأزقة المدن ومخيمات الأعراس وفي الأسواق والمساجد والمدارس والمستشفيات والجامعات والمصانع والموانئ والمطارات والمؤسسات وفوق الجسور وغرف النوم و….و… لنقول إن حربا أهلية تدور رحاها في اليمن وإن اليمنيين أسرفوا في القتل وبلغوا أقصى درجات البشاعة والحقد واللامبالاة والاستخفاف بدماء الأبرياء.!؟.
قد يكون الشيطان أبرز المتهمين بإشعال الحروب وإليه تنسب جرائم القتل منذ بدء الخليقة وصراع الإنسان مع أخيه الإنسان، لكنني اليوم لا أعتقده كذلك وخاصة فيما شهدته وتشهده اليمن منذ أكثر من عام ولا أعتقده يمتلك كل هذا الحقد وكل هذه الوحشية التي بلغها آل سعود، الذين لن يجد الشيطان دورا ليلعبه في حضرتهم..!!.
قال تعالى:{فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ}*
..لن يجد الشيطان دورا ليلعبه في كل هذا النزيف والسقوط الديني والأخلاقي والإنساني الذي تجتهد الأمم المتحدة فيه لتزييف الحقائق والتغطية على العدوان السعودي وتبرئته من كل هذه الجرائم والمذابح التي اقترفتها شياطين نجد في حق الأبرياء وتصوير الأطراف اليمنية وكأنها هي من قتلت واستهدفت الشعب اليمني.
أي دور يمكن للشيطان أن يلعبه في مشهد التواطؤ العالمي؟ وأي دور سيلعبه الشيطان في مجلس الشياطين الأممي الذي يدعم ويساند العدوان ويبرر جرائمه ويجسد اشتراكه في الجرم لدرجة السقوط بمثل هذه الادعاءات والأباطيل سياسيا وأخلاقيا والتي أثبت من خلالها أنه ليس سوى غرفة عمليات تدار من خلالها سياسات وأجندات ومؤامرات ودسائس وجرائم شياطين نجد وجرائم كل أباليس العالم؟!.
* استحضار الآية الكريمة في السياق للتأكيد على أن القتل جريمة إنسانية يتحمل الإنسان وحده مسؤوليتها منذ بدء الخليقة وحتى اليوم.
adel4aaaa@gmail.com

قد يعجبك ايضا