خلف القضبان .. نواعم مجرمات!!

 - إن المرأة كائن عاطفي‮ ‬لا تقوى على ارتكاب الجريمة أو التورط في‮ ‬جرائم جسيمة مثل القتل وغيرها من الجرائم‮ ‬ولقد كانت احصائيات وزارة الداخلية لافتة وبشكل‮ ‬غير متوقع كشفت مدى قسوة وفضاعة
تقرير/وائل شرحة –
إن المرأة كائن عاطفي‮ ‬لا تقوى على ارتكاب الجريمة أو التورط في‮ ‬جرائم جسيمة مثل القتل وغيرها من الجرائم‮ ‬ولقد كانت احصائيات وزارة الداخلية لافتة وبشكل‮ ‬غير متوقع كشفت مدى قسوة وفضاعة الجرائم التي‮ ‬ممكن ارتكابها من قبل النساء‮ ‬ما‮ ‬يكسر القاعدة المتعارف عليها بأن المرأة عنوان للرقة والحنان‮ ‬وفي‮ ‬هذا التقرير الذي‮ ‬ينفرد بنشره‮ “‬قضايا وناس‮” ‬حقائق بالأرقام عن حجم الجرائم التي‮ ‬ارتكبتها النساء في‮ ‬اليمن خلال العام المنصرم‮.‬

‮> ‬كشف التقرير الأمني‮ ‬لوزارة الداخلية لعام‮ ‬2012م عن تورط‮ ‬711‮ ‬امرأة في‮ ‬ارتكاب جرائم مختلفة في‮ ‬اليمن خلال العام الماضي‮ ‬2012م وهو ما‮ ‬يساوي‮ ‬نسبة‮ ‬1‭.‬7٪‮ ‬من الإجمالي‮ ‬العام للمتهمين بارتكاب جرائم‮ ‬من ضمنهن‮ ‬50‮ ‬امرأة تورطن بارتكاب جرائم قتل عمدي‮.‬
وأوضح التقرير الإحصائي‮ ‬الأمني‮ ‬السنوي‮ ‬الصادر عن وزارة الداخلية أن النساء اللواتي‮ ‬تورطن بارتكاب جرائم خلال الفترة نفسها توزعن على‮ ‬19‮ ‬محافظة من محافظات الجمهورية جاءت أمانة العاصمة في‮ ‬مقدمتها بعدد‮ ‬174‮ ‬متهمة‮ ‬يليها محافظة الحديدة بعدد‮ ‬136‮ ‬متهمة‮ ‬ثم تعز‮ ‬122‮ ‬متهمة‮ ‬حجة‮ ‬63‮ ‬متهمة‮ ‬عدن‮ ‬37‮ ‬متهمة‮ ‬إب‮ ‬32‮ ‬متهمة‮ ‬حضرموت‮ ‬28‮ ‬متهمة‮ ‬الضالع‮ ‬26‮ ‬متهمة‮ ‬المحويت‮ ‬16‮ ‬متهمة‮.‬
وتوزع العدد الباقي‮ ‬من المتهمات بارتكاب جرائم على المحافظات الأخرى وبأعداد متقاربة‮ ‬فيما خلت محافظتا البيضاء وصعدة من وجود أي‮ ‬متهمات بارتكاب جرائم خلال العام المنصرم‮ ‬2012م وفقاٍ‮ ‬للتقرير الأمني‮.‬
الغربة داخل الأسرة
في‮ ‬هذا الجانب حمل الدكتور‮ /‬أحمد محمد قاسم عتيق ـ أستاذ الاجتماع بجامعة صنعاء الأسباب والدوافع التي‮ ‬تؤدي‮ ‬بالمرأة إلى ارتكاب جريمة القتل أو‮ ‬غيرها من الجرائم الأسرة والمجتمع المحيط بها‮ ‬موكداٍ‮ ‬أن عدم احترام مكانة المرأة الإنساني‮ ‬في‮ ‬الأسرة أياٍ‮ ‬كان موقعها‮ ‬والتعامل معها بوصفها أداة للخدمة‮ ‬تحرم من حقوقها الإنسانية على المستوى الاقتصادي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬والثقافي‮ ‬والسياسي‮ ‬ما‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى جعل المرأة تشعر بالغربة داخل أسرتها‮ ‬بالإضافة إلى حرمان المرأة من حقوقها في‮ ‬الميراث‮ ‬ومصادرته من قبل أحد أفراد الأسرة من الرجال وجعلها تعيش معتمدة عليهم‮ ‬مما‮ ‬يوقعها تحت الهيمنة‮ ‬والتسلط من قبل أحدهم مما‮ ‬يدفعها إلى التفكير بالتخلص من هذا الوضع وقد‮ ‬يكون عبر جريمة القتل‮.‬
ويأتي‮ ‬هذا الامتهان‮ ‬بحسب الدكتور عتيق‮ ‬عبر توجيه ألفاظ السب‮ ‬والشتيمة‮ ‬أو الاعتداء بالضرب أمام أفراد الأسرة وغيرهم‮ ‬مما‮ ‬يسبب هذا العنف اللفظي‮ ‬المعنوي‮ ‬أو المادي‮ ‬في‮ ‬دفع المرأة إلى محاولة التعبير عن وجودها بالسلوك الخطأ المتمثل بجريمة القتل‮ مشيراٍ‮ ‬إلى أن عدم إحساس المرأة بمردودها الإنتاجي‮ ‬من قبل الأسرة والمجتمع مقابل ما تقدمه من أعمال لتأمين معيشة الأسرة لاسيما عند‮ ‬غياب الرجل‮ ‬ومع ذلك فهي‮ ‬لا تلاقي‮ ‬التقدير والاحترام المناسب من قبل أفراد أسرتها وخاصة الزوج رغم تحملها كل أعباء التربية والدفاع عن الأسرة لتْنشئ أسرة قوية والحفاظ على ممتلكاتهم العقارية‮ ‬والنقدية‮.‬
وأوصى أستاذ الاجتماع بضرورة تصحيح العلاقة بين الرجل والمرأة‮ ‬وتوازنها بصورة تقوي‮ ‬الروابط الأسرية‮ ‬وايجاد علاقة حميمة مما‮ ‬يعكس وسطاٍ‮ ‬إيجابياٍ‮ ‬على نشأة سليمة للأطفال ذكوراٍ‮ ‬وإناثاٍ‮.‬
ومن ثم من القيام ببرامج التوعية المختلفة في‮ ‬وسائل الإعلام‮ ‬وفي‮ ‬الجوامع‮ ‬وعلى مواقع التواصل الاجتماعي‮ ‬إذ لابد أن تتضمن هذه البرامج تحقيق الاحترام المتبادل وثبات العلاقة بين المرأة والرجل بصورة إيجابية وعدم مصادرة حقوقها في‮ ‬مجالات الحياة والانتقاص من مكانتها واحتقارها‮ ‬وامتهان كرامتها‮ ‬وكذلك عدم تقدير مهارة المرأة وقدراتها بوصفها عاملاٍ‮ ‬إبداعياٍ‮ ‬في‮ ‬الحياة بمختلف مستوياتها‮ . ‬
وهذا الأمر لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يتحقق إلا وفق خطة برمجية استراتيجية تتكفل بإعدادها وزارات الشؤون الاجتماعية‮ ‬الصحة‮ ‬التربية‮ ‬الإعلام‮ ‬التعليم العالي‮ ‬الجمعيات والاتحادات النسوية عبر خبراء مختصين ثم إقامة الندوات والمحاضرات‮ ‬والحلقات النقاشية التي‮ ‬تساعد في‮ ‬الحد أو التخفيف من جرائم القتل التي‮ ‬ترتكبها النساء ضد الرجال في‮ ‬الأسرة والمجتمع خاصة أن التقارير الأمنية تشير إلى عديد من هذه الحالات بعد أن تجاوز العدد في‮ ‬2012م إلى50‮ ‬امرأة ارتكبن هذه الجريمة وفقاٍ‮ ‬لتقارير الداخلية‮ .‬

الأسباب والدوافع
ومن جهتها أوضحت الأخصائية النفسية الدكتورة منال هزاع أن هناك العديد من الأسباب النفسية التي‮ ‬قد تجعل المرأة قاتلة بين لحظة‮ ‬غير متوقعة موضحة‮ : ‬هناك العديد من البحوث والتجارب التي‮ ‬أجريت تؤكد أن المرأة أقل إجراماٍ‮ ‬من الرجل‮ ‬والنظرية الفسيولوجية تقول إن ضعفها الجسمي‮ ‬يجعلها أقل إجراماٍ‮ ‬وإن المرأة لديها شعور عاطفي‮ ‬أقوى ولا سيما ما تتميز به من الأمومة ورعاية الأبناء مما‮ ‬يجعلها أقل عرضة لارتكاب جريمة القتل‮ ‬ونظرية المخالطة تقول إن الرجل له دور أكبر وأكثر في‮ ‬المجتمع من المرأة مما‮ ‬يجعله أكثر إجراماٍ‮ ‬منها‮. ‬
وارجعت الدكتورة منال الأسباب والدوافع التي‮ ‬تجعل المرأة ترتكب جريمة إلى الحالات المرضية التي‮ ‬تجعل المرأة تحت تأثير مرض معين كاختلال عقلي‮ ‬يدفعها لارتكاب جريمة ما أو الدوافع الشخصية مثل‮: ‬العمر‮ ‬فالمرأة التي‮ ‬ترتكب جريمة القتل عادةٍ‮ ‬تكون صغيرة السن وكذلك جهل المرأة التي‮ ‬لم‮ ‬يكتمل النضج الفكري‮ ‬والعقلي‮ ‬لديها بالإضافة إلى الأوضاع المعيشية المتردية والتربية وغياب التنشئة الصالحة والقدوة الحسنة‮ .‬
وأضافت هزاع‮ : ‬أيضاٍ‮ ‬العوامل الذاتية لإجرام المرأة وغدوها قاتلة رهينة القضبان‮ ‬وتعني‮ ‬مجموعة من الصفات والخصائص المرتبطة بشخص المرأة‮ ‬أي‮ ‬بتكوينها العضوي‮ ‬والنفسي‮ ‬والعقلي‮ ‬والتي‮ ‬يؤدي‮ ‬تفاعلها مع العوامل الخارجية المحيطة بها إلى وقوع هذه الجريمة‮ ‬ومنها العوامل الوراثية‮ ‬حيث إن المقصود بالوراثة في‮ ‬هذا الموضوع هو انتقال خصائص وصفات معينة‮ ‬سواءٍ‮ ‬كانت عضوية أو نفسية‮ ‬كالعاهات الجسمية أو الأمراض العضوية والنفسية أو الإعاقات العقلية‮…‬الخ من الأصل إلى الفرع فتلك الصفات والخصائص الوراثية قد تدفع حاملها إلى ارتكاب الجريمة‮. ‬وهذا‮ ‬يعني‮ ‬أن الوراثة ليس عاملاٍ‮ ‬حتمياٍ‮ ‬في‮ ‬خلق السلوك الإجرامي‮ ‬وإنما تعتبر عاملاٍ‮ ‬احتمالياٍ‮. ‬فهذه الصفات أو الخصائص لا تعني‮ ‬أن من‮ ‬يحملها‮ ‬يكون بالضرورة مجرماٍ‮ ‬إذا كان سلفه مجرماٍ‮ ‬فهي‮ ‬عبارة عن إمكانات لا تولد الجريمة نفسها وإنما تولد نسبة استعداد إجرامي‮ ‬يهيئ الشخص إذا صادف ظروفاٍ‮ ‬بيئية واجتماعية معينة إلى سلوك طريق الجريمة‮. ‬إلاِ‮ ‬أن هذه النتيجة لا تعني‮ ‬وجود صلة قطعية للوراثة بارتكاب هؤلاء النساء للجرائم‮ ‬فالأمر قد‮ ‬يعود إلى البيئة السيئة والظروف المعيشية الصعبة التي‮ ‬نشأ وعاش فيها أفراد تلك الأسر‮.‬

قتل أزواجهن
وهذا ما أكدته الأخصائية الاجتماعية وهيبة نجيب‮ – ‬مضيفة أن جرائم القتل التي‮ ‬ترتكبها النساء قد‮ ‬يكون وقوعها في‮ ‬عاطفة الحب الشديد قد‮ ‬يؤدي‮ ‬بها إلى الشعور بالغيرة الجارفة‮ ‬والتي‮ ‬بدورها قد تؤدي‮ ‬بها تحت ظروف معينة إلى الانتقام عن طريق ارتكاب الجريمة‮ . ‬كما أن عاطفتها الشديدة قد تجعلها تحمل الكراهية الزائدة لشخص ما أثر فيها أو أساء إليها‮ ‬وبالتالي‮ ‬قد‮ ‬يدفعها ذلك إلى إيذاء ذلك الشخص بارتكابها أخطر الأفعال الإجرامية مثل القتل والإيذاء البدني‮ ‬الجسيـــــم ولهذا نسمع أن العديد من النساء أقدمن على قتل أزواجهن‮ ‬إضافة إلى ذلك‮ ‬فإن تميْز المرأة بعاطفة الأمومة قد‮ ‬يجعلها تخاف على كيان أسرتها وأطفالها بشكل‮ ‬غير طبيعي‮ ‬وبالتالي‮ ‬قد تندفع نتيجة لذلك للدفاع عن أسرتها وأطفالها ضد أي‮ ‬محاولة للاعتداء عليهم‮ ‬عن طريق ارتكاب الأفعال الإجرامية‮.‬
عند الحديث عن العلاقة بين الرجل والمرأة بدءاٍ‮ ‬من الأسرة ومروراٍ‮ ‬بالمجتمع العام وانتهاءٍ‮ ‬بالمؤسسات الاجتماعية المختلفة فإنه لابد من الإدراك أن هذه العلاقة‮ ‬يجب أن تسير وتتطور وفق المصالح المشتركة المتمثلة في‮ ‬وجود طرفي‮ ‬المجتمع بوصفهما‮ ‬يكملان بعضهما من حيث‮: ‬تلبية الحاجات المختلفة‮ – ‬الاحترام الاجتماعي‮ ‬لمكانتهما بالتساوي‮ -‬عدم الانتقاص من قدرات بعضهما وخاصة المرأة‮ .‬
وإذا افترضنا أن علاقة المرأة بالرجل سواء كانت زوجة أم أماٍ‮ ‬أم أختاٍ‮ ‬أم زميلة في‮ ‬العمل وعلى مقاعد الدراسة أنها تسير في‮ ‬المساق السليم فإنه لا‮ ‬يمكن أن نتوقع حدوث أي‮ ‬إشكالات أو جرائم من أحدهم على الآخر‮ .‬
ولكن‮ ‬يبدو أن العلاقة القائمة بين المرأة والرجل في‮ ‬المجتمع اليمني‮ ‬خاصة أم العربي‮ ‬عامة تسير ويكتنفها كثير من الاختلالات التي‮ ‬تدفع المرأة لارتكاب العديد من الجرائم التي‮ ‬لا تتوافق مع طبيعة المرأة العاطفية‮ ‬المسالمة لأنه مصدر الحنان‮ ‬والرقة‮ ‬والجمال‮.‬

قد يعجبك ايضا