أسر تحت خط الفقر ..ولسان حالهم: صامدون!!

 
استطلاع/ أسماء حيدر البزاز
مآسٍ كثيرة يتكبدها المواطن اليمني جراء الحصار الجائر على بلادنا براً وبحراً وجواً، وعدوان لم يترك أبسط مقومات العيش إلا واستهدفها، غير أن مصداقية المظلومية والثبات والصمود الذي يسطر كل يوم أروع قصص الجلدة والتضحية سطره شعبنا ليسجل أولى ملامح بشائر النصر والظفر وعلى هذا المثول التقت (قصاياوناس) بعددٍ من الأسر التي تعيش تحت خط الفقر وفقدت كل مصالحها ومصدر دخلها لتتكبد الألم ومرارة العيش ولسان حالها يقول: الصبر مفتاح الفرج.
أم آية ضيف الله .. أسرة مكونة من أربعة أفراد يعيشون جوار مستشفى الثورة العام بصنعاء، أسرة دك الفقر حالها بأبشع صوره خاصة في الآونة الأخيرة حيث تجهم لهم الحال جراء هذه الأوضاع الاقتصادية المزرية التي خيمت بظلالها على كل مرافق الحياة .. تقول أم آية: كان زوجي – رحمه الله – يشتغل في مكتب دعاية وإعلان في شارع الزبيري وكان دخله محدود لا بأس به ، بالكاد يكفينا من إيجار المنزل ومصاريف ابنائي الدراسية وحاجياتنا اليومية إلا أنه منذ بدء العدوان الحال تدهور خاصة بعد أن اغلق صاحب المحل مكتبه وسافر وسرح كل العاملين، الأمر الذي أصيب زوجي بحالة نفسية صعبة بعد أن فقد مصدر دخله، بحث هنا وهناك فلم يجد سوى أعمال حرة لا تفي ولا تغني شيئاً خاصة بعد أن تراكمت عليه الديون ووقف عاجزاً أمام متطلبات الحياة مما تسبب في حدوث جلطة قلبية اضطرينا بعدها للديون من المعارف والأهل والأقارب وما هي إلا اشهر حتى توفى وترك خلفه أبنائي الثلاثة في صراع مع الحياة واحتياجاتها.
أصحاب الخير
وتابعت أم آية سرد قصتها: تركنا بعدها منزلنا لعجزننا عن توفير إيجاره وبصعوبة تمكنا من استئجار دكان يضم خمسة أفراد في وضع مأساوي، فلم نجد من يساعدنا سوى بعض أصحاب الخير الذين يتفقدون حالنا بين حين وآخر ويدعمونا بمختلف الاحتياجات المعيشية حتى أكرمني الله بوظيفة –عمل في بوفية- في إحدى المدارس الخاصة.
ومضت أم آية تقول: ورغم هذه الظروف القاهرة ورغم جوعنا وفقرنا وقلة حيلتنا لم نستسلم ولم نقهر وسنصمد بعون الله حتى يفرجها الله على شعبنا وحسبنا الله فيما نخاف ونحاذر.
الفاقة والحاجة
عائلة محسن العشي فقدت معيلها محسن إثر غارات العدوان على محافظة الحديدة، عائلة مكونة من تسعة أفراد أطفال في عمر الزهور وأمهم عليلة مصابة بشلل نصفي، رحل عنها من كان يداويها ويخفف آلامها ليبقوا وحيدين على رصيف الفاقة والحاجة ساء بهم الحال إلى أسوأ منعطف فقام بعض من أقاربهم بأخذ الأبناء ورعايتهم والتكفل بمصاريف دراستهم والأم نزحت إلى منزل اختها للعناية بها والأبناء متذبذبون هنا وهناك وهكذا فرق الفقر هذه الأسرة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
تقول زوجة الراحل محسن: لا حول ولا قوة إلا بالله باستشهاد زوجي ورحيله عنا فقدنا كل شيء ولنا الفخر والظفر والصبر بعطاء الله ومنه علينه ولا نملك إلا الصبر سلاحنا حتى يعطينا الله من عظيم كرمه وعطائه وجزائه.

الخير والأمان
إبراهيم عبدالعظيم قاطن هو وأسرته في منطقة الرحبة شمال صنعاء مصاب بسرطان في حبله الشوكي مقعداً على فراش المرض والألم فبعد أن كان له دخل بسيط من عمله كبائع في أحد المحلات التجارية كان يصله إلى مقعده جزاء لما قدمه من مجهود حال عافيته إلا أنه إثر هذه الظروف الاقتصادية المتردية إثر العدوان أفلس المحل واغلقه صاحبه وتأثر حال إبراهيم كثيراً وساءت بهم الأحوال حتى سكنوا في إحدى العشش جوار مصنع الزنداني آنذاك في الرحبة في حالة تفتقر لأبسط مقومات الحياة.
إبراهيم يلخص لنا حاله بالقول: هو الموت البطيء بحد ذاته، يكفيني ألم المرض وألم الفقر وألم جوع أسرتي ولكنا سنصبر ونثبت ونحتسب بالله رحيم بنا ولا بد أن يتغير الحال وتتحسن حالتنا ويعم الخير والأمان ببلادنا إن الله على ذلك لقدير.

قد يعجبك ايضا