العَالمُ .. لا يردُ عَلينا .. !

سيحاول العالم إقناعنا لاحقاً : أن هذا لم يحدث ..!
ها هي الحرب لم تتوقف ، تسعة أشهر والعالم مختبئٌ يختبر قدرته على الصمت، بينما الحرب تلعب مع أطفالنا في الشوارع، وتفكر بزيارتهم إلى المدارس لتقتسم معهم الحصص الدراسية.
انفجارات جبل نقم وعطان بكل رعبها أمام عيني، كانت تكفي لأشعر أن هذا العالم لم يعد سوياً، وأنه لا يصلح سوى للخذلان فقط، صرخنا بكل لغات العالم، أخبرناهم أن هذه القذائف والقنابل المحرمة تسقط على رؤوسنا بكثافة وهستيريا مفرطة، وأن الذين يعيشون هنا يتحسسون حتفهم كل دقيقة ، في لحظة يتذاكرون فيها أنهم بشر وليسوا حشرات، لازال الحزن يتفاقم، والعالم يكتفي بمراقبة جراحنا العالقة في الفراغ، نناديه ونهتف بإنسانيته ولا أحد يرد علينا …!
لم نكن نعتقد أن الضمير العالمي قد تهالك على هذا النحو، وأن إنسانيته المثقوبة مختزلة في أنشطة البان كي مون القلق جداً، إنه يلتقي أرباب الحرب ليأخذهم جانباً بصورة انفرادية تماماً كما يفعل السماسرة، لابد وأنه في إحدى المرات كان يهمس لهم بترتيبات إضافية لمواصلة الحرب، ويعدهم أن يغمض عينيه شرط أن لا يغضبوا منه حين يقلق بشدة .
في النهاية هذا العالم لن يفعل شيئاً ، سيشب في النار إلى أن نهلك أو يلوذ القتلة بالفرار..!
إيماءات :
لم يعُد بوسعِنا ..
أن نصرخَ أكثر
لنُخبرَ العالم ..
أننا نَمُوتُ
في حربٍ
تسبحُ بينَ الرمَاد
ولا تشبهُ بقيةِ الحروب
..
لو أنَّ هذا العالمُ..
يفعلُ شيئاً
غيرَ الاختباءِ وراء القبح
ومساندةِ الخراب..

a.alnageeb@yahoo.com

قد يعجبك ايضا