ارتطـــــام

محمد غبسي

هذه الريشة ليست ملعقة
ولم يسبق لأحد أن اشتراها
ولا يمكن لأحد أن يغرسها في جناحه
فالطيور التي ولدت في قمم الحرية
لن تحط رحالها في قفص محكم الإغلاق
هي الطائر الذي مقامه عش صغير ومتواضع
لكنه إذا ما فرد جناحيه فسقفه السماء
…..
هذه الزاوية
تطل على أوجاع متقاطعة
يجددها الساسة كل يوم
و يغلقها العدم كل عام في وجه المدينة
لأنها شاهد حي على غروره وأنانيته التي يخطط لتعميمها كخارطة طريق حديثة
لكنها ستظل ملاذاً للمتعبين الذين أرهقتهم الشوارع
ملاذاً للذين سرقت أحلامهم
هذه الزاوية لن تتسع لأكثر من حقيقة
ولن يطل منها سوى أمل واحد
هو نَفَس الشعب وأنفس ما لديه .
………
هذا اللون الأصيل
الذي يزعجكم سطوعه
يضع ألوانكم اليوم على محك الفضيحة
التي توشك أن تنسلخ من حقائق زائفة الصيت
هذا اللون الذي تخافه أعينكم
لن يتغير مهما حملقت أعينكم في خطوطه وتفاصيله
لن يخفت نزولا عند رغباتكم الفجة
لن يتلاشى
لن يموت
………….
هذا النص الارستقراطي
لا يعبر عن سقراط شخصيا
ولا ينتمي لمدرسة أنيقة البناء
هو كومة من الأحجار المتناثرة
وبالرغم من تحالفكم ضده كأعداء
وتفننكم في قصف أعمدته وأركانه
بشكل عشوائي ومرتب
إلا أن أحجاره كريمة وأصيلة
وكل حجر منه بناء مستقل بحد ذاته
……………
هذا السيناريو
سقط من بين أناملي مراراً
لكنه هذه المرة جاد…
ويعتزم السقوط بكل ما لديه من أجندة وجند
يريد أن يسقط من علو شاهق
حتى تسمع الجبال دوي ارتطامه في قعر الفراغ
القاتل
يريد أن يتقن السقوط للمرة الأخيرة
ويبدو أنني سأمنحه فرصة مضاعفة
سأرفع من شأنه أكثر مما يجب
وكما لم أفعل من قبل…..
سأسد أذنيه بقصيدة لا دينية ولا حزبية
وليسقط غير مأسوف عليه
ولتسمع الدنيا ارتطامه .

قد يعجبك ايضا