القصف المستمر يعيق الأعمال الإغاثية

تحقيق / طارق وهاس
إذا أردنا أن نضع الأمور في نصابها فإن المرأة، سواء كانت العربية بصفة عامة أو المرأة اليمنية بصفة خاصة، عادة ما تشارك في الثورات وفي الأحداث الجسيمة التي تواجه بلدانها سواء في مواجهة احتلال أو إنهاء استعمار أو في ثورة ضد أوضاع سياسية واقتصادية غير عادية..
وهاهي المرأة اليمنية تشارك في مثل هذه الأوضاع، وتحاول أن تغير القواعد وتُفتح لها فرصة كنافذة لتحدي التقاليد  الاجتماعية الموجودة.
وخروج المرأة لمجابهة العدوان من خلال جهودها في عمليات الإغاثة الإنسانية والحشد لها.. يعد فعلا عظيما للمرأة اليمنية التي تكسر التقاليد وتخرج في الملمات.. وتشارك بلا حدود.. واضعة نصب عينيها الحياد والنزاهة والوطنية عند اجتراح هذه  الأعمال.
والاستطلاع التالي مع يمنيات قدمن نماذج رائدة في الفعل الإنساني في زمن العدوان والحرب.. فماذا قلن.. وكيف تغلبن على العوائق المجتمعية؟

فوزية الجوبي رئيسة مؤسسة الوجدان تقول: المرأة تقدم كل ما لديها من مساعدة لهذا الوطن الغالي فهناك نساء فتحن بيوتهن للنازحين وهناك من ساهمن بدفع الإيجارات ومنهن من ساعدن في المأوى والغذاء وأحيانا الدواء والسبب لأنها أخذت على عاتقها أن ما تقوم به مسؤولية تجاه وطنها وأبناء بلدها وأن الوقوف إلى جانبهم يعتبر واجباً دينياً لأنه تكافل اجتماعي .
سد الفراغ
وأضافت الجوبي بالقول: لقد استغل العدوان طيبة هذا الشعب وقام بعمله الحاقد وإجرامه الممنهج وحصاره الخانق ضد أبناء اليمن ليميته جوعا ويحرمه الدواء في وقت تخلت فيه بعض المنظمات الإنسانية وغادرت البلاد متناسية واجبها تجاه النازحين غير أن المرأة اليمنية قامت بدور جبار لسد هذا الفراغ الذي تركته المنظمات, حيث سعت بكل جهودها وطاقتها وعزمها في الإغاثة الإنسانية ومساعدة الأسر المتضررة.
المرأة القيادية
الدكتورة إنجيلا أبو أصبع قالت إن المرأة اليمنية هي أكثر من تضررت من الحرب غير أن الأحداث تكشف لنا أن  المرأة اليمنية بطبيعتها امرأة  قيادية وتحب أعمال الخير ومساعدة الجميع فهن حفيدات الملكة بلقيس وأروى فمن الطبيعي أن نرى المرأة اليمنية تساهم في الإغاثة ومساعدة النازحين بل هي في الصفوف الأولى  وقد عملنا حملات وزعت فيها مواد غذائية وكذلك كسوة العيد والعيدية على الأسر النازحة خصوصا من هم في المدارس ساعين بكل ما لدينا للتخفيف من معاناتهم.
ولفتت أبو إصبع إلى مشكلات أهمها شحة الموارد المالية والخطر المحدق بالنساء أثناء توزيعهن الإغاثة بسبب القصف المتواصل إضافة إلى عدم التنسيق بين منظمات المجتمع المدني وكل هذا يشكل عرقلة أمام حملات الإغاثة.
وختمت حديثها بالقول: المرأة اليمنية  لن تقف عاجزة أمام هذه الصعوبات وسوف تتخطى كل المحن من أجل أن يقف اليمن شامخا صامدا ضد أي معتد.
دور كبير
فيما ترى نجلاء دماج رئيسة دائرة البرامج الدراسية والمشاريع في اتحاد أمم أن المرأة هي أكثر من قدمت التبرعات والمساعدات في الحرب وأن 50 % من يبرعات الإغاثة كانت من النساء و80 % من كوادر النساء يتطوعن في حملات الإغاثة وتوزيعها والمثير أن المرأة  تبرعت حتى  بالدم .
وعن نشاط الاتحاد قالت:عملنا من خلال مرحلتين للإغاثة المرحلة الأولى « أرق أفئدة» والثانية جسر المحبة، حيث غطت  198 أسرة نازحة في صنعاء و 52 أسرة نازحة في إب.
عوائق
أميرة العراسي من اتحاد أمم للإغاثة قالت: نحن منذ بداية العدوان نستهدف النازحين من كل المحافظات الملتهبة سواء كان سبب النزوح العدوان الخارجي مثل صعدة وصنعاء وعدن وتعز أو الصراع الداخلي مثل الضالع وتعز وعدن  و نستهدف الأسر النازحة الأكثر حاجة إلى المساعدة.
وأضافت: ومساهمتنا كنساء في جبهة التطوع أثناء العدوان جاءت بسبب الوضع الذي يعيشه البلد من عدوان وما يترتب عليه من نزوح لمئات الأسر بل لآلاف الأسر إلى العاصمة صنعاء و ما يتوجب علينا كعمل إنساني هو رصد احتياجات الأسر وما يلزمها سواء من الغذاء أو المشرب أو الملبس وأيضا الجانب الصحي.
كما تم التنسيق مع الجهات الخاصة طبيا للنزول الميداني للفحص والتشخيص ومن ثم العلاج للحالات المرضية في أوساط النازحين.
وعن الصعوبات أكدت العراسي أن أبرزها  يكون عند عملية جمع التبرعات والدعم  وقد نفذت حملات توزيع السلال الغذائية ولكن مع الأسف الشديد لم نستطع تغطية الجميع بسبب قلة الدعم.
إحساس بالمسؤولية
حسيبة شنيف مدير عام المرأة بوزارة المياه والبيئة تحدثت عن دور المرأة اليمنية في الإغاثة بالقول : المرأة لعبت دورا كبيرا في مساعدة النازحين سواء عن طريق المنظمات أو الجمعيات الخيرية أو  بمجهودها الذاتي وهذا يعكس عظمة المرأة اليمنية
كما وصفت المرأة اليمنية  بـأنها المعطاءة في أوقات الأزمات والصراعات والنزاعات فقد خرجت إلى الميدان تحت القصف من أجل إيواء النازحين و فتحت أبواب بيوتها وقدمت أغلى ما عندها لهذا الوطن الغالي من منطلق واجبها الديني والإنساني والأخلاقي .
استمرار العطاء
رئيسة حملة جسر المحبة يسرى الشهاري تقول إن الهدف من الإغاثة هو مساعدة النازحين والمتضررين من هذه الحرب وحملة جسر المحبة قُسمت على مراحل منها توزيع السلال الغذائية والأدوية الضرورية وكذلك مبالغ مالية في مرحلة عيدكم مبارك الذي تم فيه استهداف 3000 أسرة وكذا مرحلة «حب اليتيم دوما لا يوما».
وأكدت الشهاري أن الحملة ستقوم  بتوزيع بطانيات لمستشفى الجمهوري وأسر النازحين من بني الحارث وذهبان وكذلك توزيع أدوية حمى الضنك في تعز.
جهد شخصي
ابتسام المتوكل – ناشطة – تساهم في الإغاثة بمجهودها الشخصي ولا تنتمي لأي منظمه تقول:  المرأة اليمنية بشكل عام لها دور قوي وفعال في إغاثة ومساعدة النازحين في العدوان علي اليمن فقد نزلت وحصرت الأسر وقدمت ما يجب تقديمه من معونات وساعدت النازحين ماديا ومعنويا وعززت داخلهم الوازع الديني والصبر واحتساب الأجر والثقة والاعتماد على الله سبحانه وتعالى.
وأضافت: لاتوجد صعوبات تذكر سوى عدم وجود جهة مخصصة لتنظيم الإغاثة ومساعدة النازحين.
حياة النازحين
بين السطور يتحدث أناس استفادوا من أعمال الإغاثة..وهنا يقول  محمد فليتة وهو نازح من منطقة رازح بصعدة : نزحت أنا وأسرتي إلى منطقة جدر بصنعاء  بعد أن دمر العدوان بيتي وقصف دكاني  الذي هو مصدر لقمة عيشي أنا وأسرتي المكونة من 7 أشخاص.. لكن أعمال الإغاثة التي وصلتنا من جمعيات كانت أغلبها تتم عبر النساء اللواتي قدمن جهوداً يشكرن عليها.
عقيل أبو طالب نازح من صعدة  إلى صنعاء بعد أن  قام العدوان الظالم بقصف منزله وتوفي والده ..
يقول: نزحت أنا ومن تبقى من أسرتي المكونة من 18 فردا ووجدنا دعما إنسانيا من مبادرة «معا نحيا» التابعة لأكاديميات جامعة صنعاء ..ومبادرات أخرى وجميعها تقريبا تديرها نساء يمنيات.

قد يعجبك ايضا