احذروا التهابات اللوز في رمضان

د. أحمد سعيد الحكيمي


د. أحمد سعيد الحكيمي –
عبثا يحاول البعض علاج التهاب الحلق من تلقاء نفسه دون اللجوء إلى الطبيب المتخصص وأنا للإنسان أن يحسن ذلك وقد أغفل أيسر السبل التي تقود إلى تماثله للشفاء وقت أن كان المرض طفيفا في بدايته كأن يحاط برعاية منزلية ويلتزم بالإرشادات الصحية المعززة مناعة الجسم.
وهذا أحوط- أيضا- للوقاية من تبعات الإصابة بالتهابات اللوز والتي يلزم لوفقها تماما علاج لا يقبل التأجيل منذ بداية ظهور الإصابة لا أن يشوبها الإهمال فتفضي إصابة مزمنة وخيمة يتعذر علاجها بسهولة..
الدكتور/ أحمد سعيد الحكيمي- استشاري أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة أعطى الصائمين وصفة علاج رمضاني وقائي من التهابات اللوز محددا أسباب ودواعي الإصابة وخطرها على الصحة وما يجب على المريض إتباعه من تعليمات وإرشادات صحية وقد فصل ذلك بقوله :
اللوز جزء من الجهاز الليمفاوي موقعها على جانبي نهاية تجويف الفم وفي الجزء الخلفي من اللسان وكذا عند نهاية التجويف الأنفي البلعومي- ومهمتها المحافظة على مقاومة الجسم للالتهابات وزيادة مناعته.
ومع هذا فاللوز معرضة لالتهابات تشيع وتنتشر بين الأطفال أكثر من البالغين لكنها أقل في تأثيرها ومضاعفاتها على الكبار-عموما- إذا ما قورنوا بالصغار.
علاوة على أن تضخم اللوز وخصوصا الأنفية البلعومية عند الأطفال الرضع من جراء الالتهابات تمنعهم من رضاعة الحليب بصورة مريحة لصعوبة التنفس من فتحتي الأنف فيلاحظ في مراحل سنوات الطفولة اللاحقة بأنهم يتنفسون من الفم بدلا من الأنف مما يسبب تشوه في عظام الفك السفلي وتكرار عدد مرات الإصابة بالتهاب اللوز وما ينجم عنه من مضاعفات بمعزل عن المعالجة الناجعة وخصوصا تلك التي يحدثها نوع خطير من هذه التهابات حيث يؤدي إلى الإصابة بالحمى الرثوية بما لها من تأثير خطير على القلب وتشويه لصماماته.
إن من جملة الأسباب المؤدية إلى التهاب اللوز فضلا عن تلقي العدوى من حامليها المصابين :-
– تحسس اللوز من البرودة سواء من المشروبات أو المأكولات الباردة أو نتيجة التعرض للهواء البارد.
– انتقال الالتهاب من الأنف فيما يسمى بالالتهاب النازل إلى اللوز وسببه الإفرازات الأنفية أو النزول كحالة التهاب الجيوب الأنفية أو الزكام ونزلة البرد وينطبق هذا أيضا على انسداد الأنف ومجرى التنفس العلوي لوجود اللحميات الخلفية خاصة لدى الأطفال.
– تأثر اللوز بالتهاب الفم والأسنان واللثة والحنجرة.
– وجود بقايا الأكل عالقة في ثنايا اللوز ومن ثم تعفنها وتفسخها مؤدية إلى التهاب اللوز.
وللدلالة الظاهرية على التهاب اللوزتين وما يحمل على الشك في الإصابة هناك أعراض وعلامات فارقة لهذا النوع من الالتهابات أهمها:-
– الشعور بألم في الحلق والاحتقان وصعوبة البلع وقد يمتد الألم إلى الأذنين مع الشعور بالصداع.
– ارتفاع درجة حرارة الجسم وألم في المفاصل.
– تغير رائحة الفم.
– فتور وكسل وإرهاق عام.
وبذا أنصح المصابين بالتهاب اللوز طيلة أيام وليالي شهر رمضان الحالمة بالامتثال للممارسات الصحية والغذائية المأمونة مثل:-
– عدم تناول المثلجات والأغذية شديدة البرودة أو المثلجة خصوصا عند الفطور أو عند جفاف الحلق.
– تجنب التعرض للهواء البارد بعد الاغتسال أو عقب المكوث في موضع دافئ أو مكان مغلق .
– تلافي الاحتكاك المباشر بالأشخاص المصابين بنزلة برد أو زكام.
– ضرورة تصفية الحلق قبل النوم وبعد الأكل(الغرغرة) بواسطة أدوية الغرغرة أو بالماء الدافئ مع القليل من الملح .
– الاهتمام اليومي بتنظيف الفم والأسنان بواسطة السواك أو بالفرشاة والمعجون .
– تناول الأطعمة والسوائل الدافئة والمعتدلة في حرارتها بشكل كاف لحاجة المريض إلى تدفئة الحلق وإلى الارتواء بالسوائل من أجل تعزيز حركة الدورة الدموية.
– الراحة المنزلية مهمة جدا إذا عاود الالتهاب فهي تعطي فرصة لجهاز المناعة ليقاوم المرض ويحد من تفاقم الإصابة ويعمل على خفض حدتها. بينما الخروج من المنزل والاحتكاك بالهواء والناس يزيد من مشكلة حدة الالتهاب ويسهم في انتقال العدوى .
– الإكثار من أكل الحمضيات( البرتقال- الليمون ) لاحتوائها على فيتامين (C) وما له من دور كبير في تدعيم المناعة والمقاومة الجسدية القاهرة للكثير من الأمراض والالتهابات.
وعند الشعور من الوهلة الأولى بالتهاب الحلق مع ألم وحمى أنصح المريض بأخذ مسكن فقط والأخذ بالنصائح التي ذكرتها وإذا لم يتحسن فعليه مراجعة الطبيب المتخصص من أجل تقييم الحالة ومعالجتها بما يلائم ظروفها ووضعها.
إذ أن كثيرا من الحالات تأتي متأخرة – للأسف- وقد ظهرت وتفاقمت لديها الآثا

قد يعجبك ايضا