تأملات .. الغذاء.. والبطالة الخطر المشترك للعرب 

محمد عبدالماجد العريقي


محمد عبدالماجد العريقي

التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي كثيرة هناك ما هو داخلي وهناك ما هو خارجي.

ولعل القضايا الداخلية هي أكثر الأمور التي يحس بها ويدركها الفرد العربي وتمثل قاسما مشتركا بين كل الأقطار العربية وأبرزها ثلاث قضايا أساسية ورئيسية هي:

1- شحة المصادر المائية.

2- ضعف إنتاج الغذاء.

3- ارتفاع نسبة النمو السكاني.

4- ارتفاع نسبة البطالة.

وبين هذه العوامل أو القضايا الثلاث ترابط وثيق جدا.

فشحة الموارد المائية في معظم الدول العربية أثرت على إنتاج الغذاء حيث ساهمت في تراجع مساحات الأرض الزراعية وتحولت معظمها إلى صحار.

ولجأت الدول العربية لتأمين احتياجات سكانها من الحبوب إلى الاستيراد من الخارج ليس هذا وحسب بل إن عددا من الدول العربية تستورد احتياجاتها من الألبان والأجبان واللحوم والزيوت من دول آسيوية أوروبية وأمريكية وهذا الوضع يجعل الأمن الغذائي العربي رهينة جهات خارجية يمكن أن يستخدم ورقة ضغط لإثارة المشاكل والاضطرابات في المجتمعات العربية عند أية لحظة.

وما يثير المخاوف أن ازدياد حاجيات المجتمعات العربية للمياه والغذاء المتواصل أمام ارتفاع نمو للسكان في الكثير من الدول العربية يعقد من تنفيذ خطط تنمية فعالة فالاعتمادات والمخصصات المالية تذهب في إمدادات الخدمات العامة واستيراد المواد الغذائية الأساسية ويصبح القليل جدا للاستثمارات التي تشغل الأيادي العاملة ومن هذه المعضلة تتولد المشكلة الخطيرة الفقر والبطالة .. وهما وجهان لعملة واحدة فحيث يكون الفقر تكون البطالة.

ومن وسط هذه البيئة تتشكل نتوءات الاضطرابات واهتزاز الأمن والاستقرار ولهذه المشكلة أسبابها ومسبباتها قيل عنها الكثير أبرزها عدم الاهتمام بتنمية الإنسان “التنمية البشرية” وعدم وجود توافق وترابط بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل وضعف تدفق الأموال للقنوات الاستثمارية.

هذه الظواهر لا يقتصر وجودها في دولة عربية دون أخرى حتى الدول النفطية بدأت تتحدث عن تشكل ملامح للبطالة بين أوساط الشباب.

لكن ومع كل هذه المشاكل والظواهر المقلقة فإن هناك إمكانيات عربية هائلة يمكنها إخراج العرب من دائرة الخوف واليأس والإحباط والوصول إلى ذلك يمر عبر طريق التكامل والعمل المشترك وهذا هو الحل الأنسب والأمثل.

أما البحث عن معالجات فردية “من خلال الدولة الواحدة”.. فلن يؤول ذلك نفعا والدليل على ذلك تونس التي كانت المؤشرات والأرقام تتحدث عن تحقيق انجازات في مجالات التعليم والصحة والمعلوماتية ولكن كل ذلك لم يهدئ الأمر أمام مطالب الشباب العاطل عن العمل حتى شاهدنا ما حدث وما صاحب ذلك من أعمال عنف واضطرابات وتدمير للممتلكات العامة والخاصة ولأن هناك قواسم مشتركة في مسببات التحديات التي تواجه الأمن القومي العربية فإنه آن الأوان للزعامات العربية أن تعالج الأمور من خلال خيارات فاعلة وعملية إذا ما توجهت إليها بصدق وعقلانية ستجدها متوفرة في الأرض والإنسان على هذه الساحة المترامية الأطراف من المحيط إلى الخليج.

قد يعجبك ايضا