رأس وادي ضباء .. محطات من الجمال صنعتها الطبيعة الساحرة.


استطلاع وتصوير\ عبدالباسط محمد النوعة –

تمثل ابرز المتنفسات لسكان مديرية ذي السفال .وجذبت زوارا كثرخلال ايام العيد لاسيما من تعز ومدينة القاعدة

في تلك المنطقة التي حباها الله بخصائص جمالية بديعة تخالج النفس عبارات وتأملات واحاسيس تطلقها المخيلات الانسانية التي فطرت عليها النفس البشرية التي تعشق كل جميل وتنبهر وتتأثر وتفرح لمشاهدة الطبيعة في أحلى وابهى صورها . وفي رأس وادي ضباء في محافظة إب مناطق زينها الخالق عزوجل بمقومات الجمال والفرادة للطبيعة التي تسلب الألباب وتأسر الافئدة تمتزج فيها عوامل عديدة تتجانس جميعها لتشكل منها مواطنا ومواقعا فيها من الثراء البدائعي مايعجز الوصف عن مجاراته وما يبعث الدهشة ان هذه المنطقة بكل ما فيها من كنوز طبيعية متنوعة جمعها الجمال في مكان يمتد على حوافي الوادي الشهير…..
لعل المنطقة السياحية الاشهر التى يقصدها الناس سواء من المناطق المجاورة او من محافظة تعز ومدينة القاعدة وغيرها تتمثل في تلك المنطقة الواقعة اسفل قرية (العدانة) وتحديدا منطقة الهدافة حيث الشلال الجميل الذي يرتفع قرابة(15) مترا والمسمى شلال الهدافة نسبة الى المنطقة التي يقع فيها ومن هذه النقطة تحديدا وباتجاه بداية الوادي صعودا وحتى اسفل جبل التعكر تعتبر مواقع غاية في الروعة تحوي محطات لابد للزائر ان يتوقف فيها ليداعب بأنامله وبحدق النظر ذهابا وايابا صعودا وهبوطا ليمتع حواسه ويثري احاسيسه بعظمة ما اودعه الخالق لهذه المنطقة ولعل منطقة (صف الارجاح) بتشكلاتها الصخرية المتنوعة التي شكلتها السيول الجارفة القادمة من اعالي جبال(التعكر والدول)بالاضافة الى المنطقة الأشهر والأبرز وهي منطقة (العنبي) تلك المنطقة التي كانت ذات اهمية تاريخية قديمة حيث مثلت استراحة للمسافرين عبر الطريق التجاري الذي كان يربط تلك المناطق ومحافظة تعز بمدينة جبلة إبان حكم الصليحيين ولازالت بعض المآثر ماثلة للعيان تاريخية شاهدة على تلك المكانة اهمها الجسر الكبير المسمى جسر الملكة اروى الذي يحوي الى جواره سمسرة قديمة كانت تأوي المسافرين وتقيهم حر الشمس وهطول الأمطار وبرودة الطقس وظلام الليالي فالعنبي فيها من عيون المياه العذبة مايروي الظمأن ومياه العنبي العذبة لاتنقطع طوال العام وقد نفذ في هذه المنطقة مشروعان لإخراج مياه العنبي عبر خزانات صغيرة تفضي الى الخارج عبر (قصب )من الحديد الواسع واول المشاريع التي نفذت حسب مايقوله الإهالي كانت إبان الحكم الإمامي وتحديدا في عهد الإمام احمد حميدالدين والثاني نفذ مؤخرا قبل سنوات تقدربعشرين عاما وهذه المياه تصب معظمها في سايلة الوادي لتستفيدمنها في فصل الشتاء ساقية مدينة ذي السفال تلك السايلة التي يرجع عمرها الى ما قبل عشرات السنين وتغذي مياهها مزارع المدينة وان كانت هذه الساقية قد قصرت مسافتها عنما كانت عليه من قبل ومياه العنبي تعتبر داعمة لهذه الساقية لاسيما في فصل الشتاء عندما تجف مياه السايلة لتوقف هطول الامطار ومياه هذه الساقية موزعة عيى الأراضي الزراعية وفق تقسيم تم التوافق عليه منذ القدم لكل ارض وقت معلوم شلال المركاض هوالأكبر
وفي تلك المنطقة (العنبي) ينقسم الوادي الى قسمين باتجاه جبل التعكر وكلا هذين القسمين يحويان مواقع ذات مناظر خلابة وينابيع عذبة مياهها باردة لاتنقطع الا في حالات نادرة جدا في العام وتحديدا عندما يكون الشتاء شديدا اوكما يقول الاهالي (عندما يكون الشتاء صحيحا) وفي هذين القسمين تجد الشلالات متعددة الاطوال والاشكال الا ان اطولها على الاطلاق ذلك الشلال الواقع اسفل جبل التعكر تماما ربما يكون هذا الشلال هو الفاصل بين الجبل والوادي ويصل ارتفاعه الى عشرات الامتار ويحكي الاهالي الكثير من الخرافات حول هذا الشلال المسمى (شلال المركاض ) واعلى الشلال يوجد منحدر خطيرجدا اذا ما زلت القدمين تكون النهاية حتمية وقد حدثت حالات عديدة شهدت فيها سقوط لعدد من الناس معظمهم توفي على الفور ..

رغم انني زرت هذه المناطق مرارا وتكرارا عندما كنت طالبا في المدرسة قبل اكثر من (15) عاما وزيارات اخرى جمعتني بالعنبي والهدافة بصورة دائمة الا اتي لم يسبق لي ان قمت بزيارة الى كل المنطقة بعد المدرسة وخلال اجازتي هذا العيد قمت بهذه الزيارة ومع انني اعرف هذه المنطقة تماما خيل لي انني ازورها للمرة الأولى مع ان المنطقة لم تتغير كما هي وهي كل زاوية لي فيها ذكريات كثيرة مع الأصدقاء عندما كنا صبية وحتى اكملنا الدراسة ولكن اختلفت النظرة فقد نظرت اليها بعيون تعشق الجمال وتبحث عنه في ربوع اليمن الحبيب فمنذ اكثر من سبع اعوام وانا اكتب في مجال السياحة والمواقع السياحية واماكن الطبيعة الخلابة وغابت عني تلك الأماكن التي كنت ازورها لغرض الاغتسال وجلب (الدوم) واشجار الموز والبحث عن اسماك صغيرة نريد تربيتها لكنها تموت بعد يومين من اصطيادها ..
تفتقر للاهتمام
هاهي هذه المنطقة الخلابة بجماليلتها التي لايوجد لها مثيل تعود لتقول لي ذهبت بعيدا طوال سنين سبع باحثا عن الجمال وفاتنة امام ناظريك طوال السنين وما يثلج صدرك هي تلك العائلات التي جاءت لزيارة المنطقة خلال اجازة عيد الفطر المبارك ومن مناطق متعددة بعيدة وقريبة لعل الغالبية العظمى تأتي من محافظة تعز وهذا ما قاله الأخ عبدالمعين عبدالله احمد مدير مدرسة مدية الأساسية والذي اوضح ان المنطقة هذا العام شهدت اقبالا لافتا بصورة تفوق الأعوام السابقة في الفترتين الصباحية ووقت الظهيرة والأجمل أن معظم هذه الزيارات لعائلات بأعداد كبيرة يأتون ولديهم مايكفيهم ليوم كامل من طعام وشراب وكافة المستلزمات يقضون اليوم من الصباح الباكر وحتى قبيل المغرب لأن المنطقة لايوجد فيها خدمات باستثناء الطريق وان كان وعرا ولا تمر عليه سوى السيارات المرتفعة فلا توجد فيها استراحات صغيرة او مطاعم وبوفيات اوحتى على الأقل بقالات لبيع المواد الغذائية المعلبة والدولة غير مهتمة بتطوير هذه المنطقة وتزويدها بالقليل من الخدمات التي تعزز مكانتها سياحيا وتستغل مقوماتها الطبيعية الساحرة ..
. مؤكدا ان احد الأشخاص اراد ان يقيم مشروعا عبارة عن استراحة ومطعم في منطقة العنبي لكنه اراد ان يبني هذا المشروع فوق السمسرة وملاصقا لجسر الملكة اروى الأمر الذي أثار حفيظة عدد من الناس العارفين بالقيمة التاريخية لهذين المعلمين التاريخيين واقناع المستثمر ان يقيم المشروع دون المساس بهذين المعلمين او بالقرب منهما.. .. .

قد يعجبك ايضا