علماء وأكاديميون يؤكدون ضرورة توحيد المطلع للبلدان الاسلامية جمعاء


استطلاع/نورالدين القعاري –
لا يكاد يهل علينا شهر رمضان المبارك بظهور هلاله إلا وتعجب من حال المسلمين في اختلاف انضباطهم بتوحيد رؤيتهم وذلك لعدم وجود من يبادر بإنشاء مرصد فلكي يوحدهم وقد أرجع بعض علماء الإسلام بأن إمتداد رقعة العمران واختلاف الزمان والمكان والظروف في كل بلد أدى إلى الاختلاف وعدم التوافق في توحيد الصوم عند رؤية الهلال¡ ولكنهم أكدوا في الوقت ذاته أن السعي لتوحيد المطالع هو المطلوب للأمة الاسلامية بأكملها¡ واختلاف رؤية الهلال ليس بالأمر الجديد على الأمة.
ولا يختلف حال الأمة الإسلامية باختلاف مواقيت المواسم الإسلامية المتصلة بالعبادات كشهر رمضان¡ حيث يبدو الاختلاف واضحا بين حين و آخر لدى الأمة الإسلامية رغم عراقتنا وتاريخنا في التقاويم وبزوغ فجر العلم من العرب وذلك في مختلف العلوم الطبيعة والرياضيات والفلك و غيرها وما زالت بصماتها واضحة إلى يومنا هذا في مجالات هذه العلوم.
«الدين والحياة» سلط الضوء على هذه القضية وأخذ آراء العلماء والدعاء في هذه المسألة فإلى التفاصيل:

توحيد الرؤية
يبدأ الداعية محمد علي حيدرة إمام جامع الجمالي بالحديث عن توحيد رؤية المسلمين في الأهلة والمناسبات الدينية قائلا◌ٍ: كم نتمنى أن يكون هناك مرصد إسلامي يوحد الأمة المحمدية فتتوحد بذلك المواقع الجغرافية للأمة الإسلامية¡ ومن المعيب أن يتم الاختلاف نتيجة عدم دقة الحساب¡ أو التوهم بالرؤية أو الإدعاء بالرؤية وإن لم يظهر الهلال بعد ¡ فذلك أمر يجب الاحتياط له و الأخذ بأسباب وإجراء دراسات ومسوحات بين الدول العربية الشقيقة للخروج بنتائج تسهم في توحيد أمتنا الإسلامية.

مرصد إسلامي
ويرى صالح الضبيبي أستاذ الفقه بجامعة صنعاء أن اختلاف الأمة في المناسبات الدينية يرجع إلى عدم التواصل فيما بينها لتكوين مرصد إسلامي موحد حيث يقول: أثناء دخول شهر رمضان علينا نجد صوما◌ٍ في المشرق وإفطارا◌ٍ في المغرب¡ ووقوفا◌ٍ بعرفات وغيابا◌ٍ هنا¡ وعيدا◌ٍ هنالك وصوم هناك.. مضيفا◌ٍ: إذا ما رجعنا إلى التاريخ فإن علماءنا◌ٍ شعروا بهذا التناقض فراحوا يكتبون ويحررون وفيهم من حدا في الكتابة طريق التحقيق وبعد النظر لكن فيهم من اكتفى بترديد آراء لعلماء تقدموه ممن تأثروا بتلك الآراء بظروفهم الخاصة بهم¡ واعتقد أن الوقت حان أكثر من ذي قبل إلى أن يتخذ علماؤنا موقفا موحدا يهدف في روحه ومعناه إلى تحقيق أغراض الشارع الحكيم من تعاليمه وسننه¡ وذلك بعقد المؤتمرات التي تضم علماء الإسلام من مختلف البلاد لبحث توحيد أيام الصوم والأعياد.

قطعية العلم
وأيد الشيخ عثمان البكالي أستاذ أكاديمي الأستناد إلى القياسات الفلكية في رؤية هلال رمضان قائلا: «يمدنا العلم في هذا العصر بكل ما نحتاجه لتتبع الهلال¡ وعليه يجب استطلاع آراء أساتذة الفلكº لأنهم مختصون بهذه الناحية¡ فإذا قالوا بعدم إمكانية رؤية هلال رمضان بالرؤية البصرية فإن كلامهم يجب أن يؤخذ به ويكون اليوم التالي مكملا للثلاثين من شهر شعبان¡ حتى لو جاء أحد وشهد برؤية الهلالº لأن الشهادة تفيد مجرد الظن بصدق الشاهد¡ لكن العلم يفيد القطع¡ وإذا تعارض الظني والقطعي يرجح القطعي».

علماء الفلك
وفي مسألة رؤية الأهلة واختلافها يضيف الشيخ عثمان قائلا: هذا أمر ليس جديدا في الفقه الإسلامي¡ وإنما مسألة خلافية تعددت فيها الآراء¡ فجمهور الفقهاء يرى أنه متى رأت إحدى البلاد الهلال فإن ذلك ملزم لسائر البلاد الأخرى¡ استنادا إلى قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)¡ فاستنتجوا من ذلك أن الخطاب يفيد عموم التكليف للأمة¡ داعيا◌ٍ إلى ضرورة تعاون فقهاء الشريعة الإسلامية مع علماء الفلك والأرصاد الجوية لتحديد ميلاد هلال شهر رمضان¡ والرؤية الشرعية هي الأصل في إعلان بداية الشهر المبارك مصداقا لقول الله عز وجل ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه).

( الشمس والقمر بحسبان)
وحذر الداعية محمد الهمداني من الاختلاف وتداعياته السلبية على وحدة الصف الإسلامي لأبناء البلد الواحد وغرس بذور الفرقة بينهم خاصة وأننا في ظل التقدم العلمي الذي حققته البشرية ولا يتصادم مع الشريعة¡ حيث يمكن أن تتم الرؤية من خلال الاعتماد على الأقمار الصناعية والمراصد والحسابات الفلكية اليقينية¡ والقرآن الكريم يشير لذلك في قوله تعالى (والشمس والقمر بحسبان)¡ ومن إعجاز الحق جل شأنه أن الشمس والقمر يسيران بحساب دقيق لا يتقدم أي منهما على الآخر¡ وبذلك نكون قد استطعنا أن نرصد هلال رمضان.

قد يعجبك ايضا