بترت ساق الطفل “عبدالله” في حادث مروري فأعاد زراعتها “ميرزو” في أقل من 5 ساعات


إب/ استطلاع/ محمد الرعوي –
ميرزو اودينيف: أطلعت على الحالة فوجدت المؤشرات الطبية مشجعة لإجراء العملية
عبدالناصر الرباحي: نجاح العملية يحفزنا كأطباء وجراحين يمنيين لإجراء تدخلات جراحية من هذا النوع النادر.
والد الطفل: ما زال ساق ابني بحاجة إلى إجراء عمليات جراحية أخرى مكملة..

تمكن الأطباء في مستشفى النور بمحافظة إب من إعادة زرع ساق لأحد الأطفال التي بترت كلياٍ جراء تعرضه لحادث مروري مروع في منطقة السحول بمحافظة إب.
“صحيفة الثورة” بالمحافظة قامت بزيارة للطفل في المستشفى للإطلاع عن كثب على حالة الطفل المصاب الذي أجريت له عملية جراحية نادرة لإعادة زراعة ساقه المبتورة وخرجت

بالحصيلة التالية:
في البداية التقينا بالدكتور ميرزو اودينيف وهو متخصص أوعية دموية والجراحات الدقيقة قائلاٍ: كنت مناوباٍ في مستشفى الثورة العام بإب وفي تلك الأثناء أحضر عدد من المسعفين طفلاٍ في

العاشرة من عمره للمستشفى وقد تعرضت إحدى ساقيه للبتر كلياٍ نتيجة تعرضه لحادث مروري وكانت حالة الطفل الصحية متدهورة جداٍ جراء الإصابة البالغة وفي المستشفى تم إجراء

إسعافات أولية بسيطة ورفض الأطباء إجراء أي تخدير أو تدخل جراحي للطفل تخوفاٍ من حدوث أي مضاعفات نتيجة للإصابة البالغة التي تعرض لها الطفل وأدى إلى فقدان الأمل بعودة ساقه

المبتورة كلياٍ.
مؤشرات طبية
مشيراٍ إلى أن رأيه كان مختلفاٍ وأنه أطلع على حالة الطفل وساقه المبتورة وأن العديد من المؤشرات الطبية من خلال خبرته في العمل كانت تشير إلى وجود أمل في إعادة ساق الطفل المبتورة

من أعلى الفخذ وأنه تم التواصل مع الدكتور عبدالناصر الرباحي – مدير مستشفى النور وطلب منه الموافقة على استقبال حالة الطفل المصاب لإجراء العملية في مستشفى النور وعند الموافقة تم

نقل الطفل إلى المستشفى وتم البدء مباشرة بالإجراءات الجراحية فتم تنظيف الساق المبتورة وتعقيمها وحفظها في ثلاجة المستشفى للحفاظ على الأوعية الدموية والأعصاب في هذا العضو..
تدخلات عاجلة
وأضاف الدكتور ميرزو بأنه قام بإجراء هذه العملية الجراحية المعرفة بعمليات إعادة زرع الأعضاء وأنها من أدق وأصعب التدخلات الطبية الجراحية لكن حالة الطفل كانت تتطلب إجراء هذه

العملية مهما كانت خطورتها أو نتائجها وأن إجراء هذه العملية استغرق خمس ساعات من العمل الجراحي والطبي وهو الوقت الطبيعي الذي يتطلبه هذا العمل الدقيق وقد خضع الطفل

المريض لعدد من العمليات الجراحية اللازمة بعد نجاح عملية زراعة وإعادة الساق بصورة ناجحة حيث تم إعادة زرع الجلد وجراحة بعض الأنسجة التالفة وأن الدورة الدموية بدأت تعمل في

ساق الطفل بالتدريج وأنه في تحسن مستمر وأكد أيضاٍ أن الطفل يخضع حالياٍ بعد فترة العملية لإجراءات طبية لمتابعة الحالة وأنه حالياٍ يمكنه تحريك ساقه وقدمه بشكل أولي ما يشير إلى أن

الأعصاب والدورة الدموية تعمل بشكل طبيعي إلا أن هذه الحالة تحتاج إلى فترة زمنية طويلة لمتابعة الحالة حتى يعود هذا العضو الذي كان مبتوراٍ لأداء وظائفه الطبيعية وأن الطفل بحاجة

مسقبلاٍ إلى عمليات جراحية أخرى لزراعة عظام لتطويل الساق بديلاٍ عن النسيج والعظام الذي تلف جراء الحادث.
عملية نادرة
من جانبه قال مدير المستشفى الدكتور عبدالناصر الرباحي أخصائي جراحة عامة: إن هذه العملية الجراحية التي أجريت لإعادة زرع ساق الطفل المبتورة تمثل تجربة أولى في المستشفى وهي

من العمليات النادرة على مستوى الجمهورية وعدد من الدول مثلت حافزاٍ ودافعاٍ كبيراٍ لنا كأطباء وجراحين ومتخصصين نحو الأمل بإجراء تدخلات جراحية من هذا النوع النادر والدقيق جداٍ

وأن بهذه العملية رسالة علمية وطبية لانتهاء مسألة قبر ودفن وإتلاف الأعضاء المصابة جراء الحوادث المتنوعة.
وأضاف الرباحي: إن عمليات زراعة الأعضاء – تمثل علماٍ متكاملاٍ له أسسه وقواعده ولكنه في الأساس يتطلب مهنية طبية عالية وإخلاص مهني وطبي من الطبيب وفيما يخص حالة الطفل

عبدالله فقد حمسني الدكتور “ميرزو” للموافقة على إجراء العملية الجراحية وإعادة زرع ساقه في المستشفى نتيجة حماسه وتأكيده لي بنجاح العملية ولو بنسبة بسيطة وأن الأمر ليس بالمستحيل

إنما يتطلب المعرفة العلمية والخبرة الطبية والإخلاص.
ورغم الحالة الحرجة التي كان يمر بها الطفل عبدالله إلا أن نجاح العملية خلق لدي أفقاٍ أوسع من الأمل وأن إجراء مثل هذه العمليات لم يعد من المستحيل.
واختتم الرباحي حديثه بالقول: إن أسرة الطفل والأطباء كانوا متحمسين للتواصل مع وسائل الإعلام للإطلاع على مثل هذا الإجراء الدقيق إلا أنني فضلت التأني وعدم التواصل مع أي وسيلة

إعلامية عدا صحيفة الثورة لأني كنت بصراحة أخشى عدم نجاح العملية نظراٍ لصعوبتها ودقتها وخطورتها كما أنه قد سبق لنا في المستشفى إجراء عملية مشابهة لإعادة زرع يد أحد

المواطنين التي بترت تماماٍ نتيجة التهام الجمل لها ولكن هذه العملية لم تنجح تماماٍ ولكن العملية التي أجريناها كانت تمثل إجراء طبياٍ وعلاجياٍ يجب أن نقوم به.
وعادت الدورة الدموية
وعن حالة الطفل عبدالله بعد إجراء عمليات إعادة زرع الساق والعمليات المصاحبة من زرع جلد وأنسجة يقول والد الطفل محمد سعيد حسين العاقل من محافظة أبين إن ابنه قد تعرض لحادث

مروري في منطقة السحول بمحافظة إب حيث انقلبت سيارة نقل بضاعة “دينا” أثناء تواجد ابنه إلى جوار ثلاثة أطفال آخرين في منطقة الجزرة الوسطية في الخط الرئيسي ما أدى إلى بتر ساقه

كلياٍ وأنه تم إسعافه إلى المستشفى والساق مبتورة وقد تعذر إجراء أي عمليات أو جراحة في مستشفى الثورة العام ثم تم إسعافه إلى مستشفى النور.
وقد أجرى الدكتور ميرزو عملية إعادة زرع الساق لابني وإجراء عمليات مصاحبة استغرقت حوالي خمس ساعات وبصراحة أني كنت فاقداٍ الأمل بنجاح هذه العملية لأن الدكتور قال لي في

البداية أن نسبة نجاح هذه العملية تصل من 10 – 20% تقريباٍ لكننا توكلنا على الله ووافقنا على إجراء العملية مهما كانت النتيجة.
والآن وبحمد الله تعالى بعد الفترة التي قضاها ابني تحت المراقبة الطبية بعد العمليات والإجراءات الطبية والعلاجية – فإن حالة ابني متحسنة بشكل ملحوظ – والآن كما تلاحظونه عادت الدورة

الدموية والإحساس ويمكن تحريك قدمه ولو بصورة بسيطة – ولكن نحمد الله على ما صار وأرى أن ابني كما هو حالياٍ أفضل مما لو كانت قدمه أو ساقه مبتورة نهائياٍ لكن حالة ابني وساقه

تحتاج إلى إجراء عمليات جراحية أخرى وعملية زرع عظام لتطويل ساقه التي قصرت بسبب تلف بعض الأنسجة والعظام نتيجة الحادث.
وأشكر الله تعالى على معافاة ابني – وكذا أشكر إدارة مستشفى النور والأطباء وعلى وجه التحديد الدكتور “ميرزو اودينيفا” الذي أجرى العملية.

قد يعجبك ايضا