مــا علـــى المـــرأة ســوى طـــرح قضاياهـــا وقضايـــا الوطـــن علـــى طاولــــة الح

استطلاع / بلقيس الحنش – زكريا حسان –

تعد المرأة نصف المجتمع ودائما ما يردد ذلك على وسائل الإعلام والشارع والمجتمع المدني لكنها في اليمن أثبتت نفسها أكثر في العام الماضي عندما شاركت أخيها الرجل في ساحات وميادين الحرية والتغيير لتقول للمجتمع اليمني أنا هنا أقف إلى جانبك أقدم ما تقدمه حتى لو تذهب روحي لأجل wwالوطن .
وعلى المرأة اليوم أن تدرك أنها ليست كما مضى وعليها أن تشارك في صياغة اليمن الجديد مثلها مثل الرجل فما الذي تحتاجه النساء اليوم لدخول الحوار الوطني وصياغة المرحلة القادمة لليمن سؤال نطرحه على كوكبة من النساء من مختلف المحافظات وعلى هامش ورشة العمل الذي عقدته اللجنة الوطنية للمرأة واتحاد نساء اليمن برعاية من رئيس لجنة الاتصال للحوار الوطني لوضع الأطر والمعايير الخاصة بمشاركة المرأة في اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني
فما هي الاحتياجات التي لابد من العمل بها لدخول المرأة في الحوار والتغيير القادم بفعالية وكيف يمكن أن تلعب النساء الدور الكبير في بناء اليمن الجديد ¿ وما هي طموحاتها¿! كل هذا نحاول الإجابة عنه في الاستطلاع التالي:
استطلاع / بلقيس الحنش – زكريا حسان

فعن أهم الاحتياجات التي لابد من توافرها في المرأة للدخول في المرحلة القادمة بشكل فاعل .
تشير سميرة الفهيدي من اللجنة الوطنية للمرأة إلى أن المرأة استطاعت أن تثبت نفسها وكان لها دور كبير وهام في ثورة التغيير ولذا فهي أيضا ستعمل بدور فاعل في المرحلة القادمة لليمن كما أن المرأة عانت من التهميش والإقصاء والمزايدة على قضاياها على حد تعبيرها .
وتضيف الفهيدي أن على المرأة اليوم أن تطرح قضاياها على طاولة الحوار بشفافية وصدق وعلى جميع الأطراف دعم المرأة وقضاياها فإذا تحسن وضع المرأة سيتحسن الوضع العام للبلاد ومنها العملية التنموية ونحن الآن على أعقاب مرحلة التسامح والمرأة هي القادرة على التسامح لأنها فيما سبق كانت تتسامح ولهذا عليها الدخول إلى الحوار بقوة وطرح قضاياها وقضايا الوطن بأكمله .
فيما ترى الدكتورة خرصانة محمد إسماعيل مدير مركز العلوم والتكنولوجيا محافظة عدن إلى أن الطريق طويل وتتبعه خطوات أخرى خاصة وأن اليمن تعيش مرحلة صعبة ويحتاج إلى التنمية وبالتالي على المرأة أن تتفاعل مع قضاياها وقضايا الوطن بشكل متوازي وتضيف إلى أنه فيما سبق حققت المرأة الكثير وعليها الآن أن تحافظ على مكتسباتها لكنها عليها أن تكتسب المزيد من المكتسبات الأخرى التي تحتاجها .
ونوهت بأن المبادرة الخليجية أعطت للمرأة حق المشاركة في اللجان التحضيرية للحوار ولصنع اليمن وهي قادرة على المشاركة بفعالية وصنع المرحلة القادمة فالمرحلة القادمة هي مرحلة التنمية وإذا لم يدرك هذا فإنه لن يستفاد من عملية التغيير التي حدثت .
أما أخلاق الشامي وهي تمثل حركة أنصار الله ( الحوثيين ) فقد اتفقت مع سابقتها بأن المرأة نصف المجتمع شاء الغير أو رفض فالمجتمع اليوم لا يستطيع أن يطير بجناح واحد على حد وصفها وعليها طرح قضاياها بشفافية ووضوح وتضيف أن المرأة استطاعت في الفترة الماضية أن تثبت قدرتها على المشاركة السياسية ووعيها عبر الساحات ولم يبق لها اليوم سوى أن تطرح قضاياها من دون تعصب وباتزان وهدوء حتى تصل اليمن إلى بر الأمان وأيضا تشارك بفعالية .
فيما اختلفت الدكتورة انطلاق المتوكل عضو أكاديمية في مركز دراسات النوع الاجتماعي وعضو في مؤسسة تنمية القيادات الشابة بإطلاق كلمة المرأة وقالت: النساء نريد أن نقول مشاركة النساء بفعالية وتنوه كي تشارك النساء بفعالية عليها المشاركة على مستويين فتقول: المستوى الأول وهو مستوى الأحزاب والتكتلات السياسية والتي لا بد أن تؤمن القوى بضرورة مشاركة النساء في بناء اليمن وليعلموا أننا نحن النساء نحب أن نشارك في بناء مستقبل الوطن وأما المستوى الثاني مشاركة المرأة لقضايا النساء وتختتم حديثها بأن على النساء التمثيل والمشاركة بنسبة لا تقل عن 30% في كل المستويات حتى نضمن تفاعلها في المرحلة القادمة .
تختلف ليزا حسين من المجلس الوطني من محافظة عدن مع سابقاتها فهي ترى مع غيرها من النساء من المحافظات الجنوبية أن نسبة 30% قليلة جدا ومن حق النساء المشاركة بنسبة 50% .
تنوه إلى أهمية الحوار ليس فقط على النساء فقط إنما أهميته تشمل الرجل أيضا والوطن للخروج ما هو فيه وبالتالي على جميع الأطراف تقبل أفكار الآخر للوصول إلى طريق الأمان وفي حالة عدم التقبل لن ينجح الحوار أبدا .
فيما ترى رفاه الأشول من إدارة الإعلام باللجنة الوطنية للمرأة أن على الجميع ترك الأحقاد والبداية من جديد لصياغة اليمن القادم فتقول : إن على لجنة الحوار والتي من المزمع مشاركة المرأة فيها بفاعلية عالية وحضور كبير الابتعاد عن المصالح الحزبية الضيقة والتطلع للمستقبل والى مطالب الشعب واحتياجاتها وهو ما يعني لجنة الحوار الوطني هي لجنة لإعادة صياغة قواعد بناء الوطن وإرساء الأسس التي على ضوئها سيتم تحديد ملامح الدستور اليمني الجديد وبالتالي شكل المستقبل القريب وما يتعاقب عليه الأمر الذي يحمل في طياته مسئولية لا يمكن تنازل المشاركين عن تحملها وتحمل تبعاتها التي سيصوغها التاريخ ويدونها للأجيال القادمة  .
    وعليه  فعلى المشاركين في اللجنة الابتعاد عن أحقاد وأخطاء الماضي القريب وتغليب الوفاق والحكمة في مشاريعهم التي ستطرح وإغفال كل ما من شأنه تعكير وتجزئة الدم اليمني الواحد .
أما عن طموحات النساء فتشير دلال البعداني رئيس مؤسسة وطني لتنمية الشباب والمرأة وناشطة شبابية إلى طموحاتها بعدم إقصاء الشباب بسبب معايير الخبرة والسن والشهادة الجامعية فهي تطمح مشاركة الشباب والشابات في الحوار القادم بدون إقصاء ففي الفترة الماضية كشفت للمجتمع وللعالم أن الشباب اليمني قادر على المشاركة السياسية والقيادة والمرأة فعلت الكثير وأثبتت نفسها بشكل ملموس ولا يستطيع أحد الآن أن ينكر دورها وبالتالي لابد من إدراك أن المرأة اليوم حالها كحال الرجل ولابد أن يكون لها بصمة حقيقية .
وتضيف أن الحوار مهم جدا فمن غيره ستصل اليمن إلى صوملة بلا شك لذا الفترة الحالية ليست للكرسي أو تلميع أسماء فالمرحلة تحتاج أن يكون هم الجميع هو الوطن وليبتعد الجميع عن المهاترات كما وصفتها .
فيما ترى نعمت سباعي وادي حضرموت اتحاد نساء اليمن أن الاستقرار والأمن لليمن أهم طموحاتها إضافة إلى تمثيل النساء بنسبة 50% بدلا عن 30% خاصة وان النساء لهن القدرة على القيادة .
أما حليمة من محافظة الحديدة فهي تطمح أن يكون الاصطفاف إلى بعضنا البعض والتغاضي عن الرؤى الضيقة ويكون الوطن هو الحزب الكبير خلال الفترة القادمة فالوطن بحاجة لنا جميعاٍ علينا أن نبني يمن المؤسسات والنظام ونكمل مهمة بنائها لان الأحزاب ستأخذ حقها في السلطة فيما بعد
وتشير إلى أن المرأة أثبتت جدارتها وانتزعت حقوقها ولقد سميت في فترة الثورة بالجيش الأسود في الساحة ومع ذلك فهي تحتاج إلى الشجاعة والدعم الأسري وتغيير نظرة المجتمع الذي تغير بشكل طفيف في الثورة لكنه لا يزال التغيير ضعيف حتى الأحزاب لا ترى المرأة بجدارة .

معاناة عقود
الأخت هناء هويدي نائبة رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة اكدت ان المرأة احد الاطراف الهامة في الحوار الوطني باعتبارها تمثل اكثر من نصف سكان اليمن ولها العديد من المطالب السياسية والاجتماعية والاقتصادية ويجب أن تأخذها الحكومة بعين الاعتبار فماتزال المرأة تعاني من الامية والفقر وضعف العناية الصحية على الرغم من مرور خمسة عقود من عمر الثورة اليمنية.
وقالت ان اللجنة الوطنية للمرأة عمدت الى اختيار النساء بحيادية من كل انواع الطيف السياسي والشباب والمنظمات المدنية وراعت التوزيع الجغرافي مضيفة أن من سيمثل النساء لابد ان تمتلك مجموعة من المعايير أهمها الاهتمام بقضايا المرأة ومعرفة احتياجاتها وأولوياتها بالإضافة إلى معرفة بالأوضاع العامة وامتلاكها القدرة على الحوار والطرح وان يكون لها شخصية ذات حضور وفاعلة .
واشارت هويدي إلى أن المشاركات في اللجنة التحضيرية للحوار سيتلقين برنامج تدريبي شامل لتنمية مهارتهن في الحوار والطرح وتدريبهن حول فن التواصل وكتابة التقارير مما يمكنهن من المشاركة الفاعلة.

المرأة صانعة التغيير
ومن جانبها اوضحت الدكتورة شفيقة سعيد رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة أن المرأة كانت لها دور هام وفاعل في صناعة التغيير وبناء مستقبل اليمن الجديد ويجب النظر اليها كمشاركة فاعلة في رسم وتخطيط المرحلة القادمة وانصافها في نيل حقوقها المشروعة .
وأوضحت أن اللجنة الوطنية للمرأة تسعى الى اختيار المشاركات باللجنة التحضيرية ومؤتمر الحوار الوطني بحيادية تامة وبأمانة تضمن مشاركة كل الفئات والاتجاهات للوصول إلى الاختيار الأمثل ولهذا نفذت فعاليات وورش عمل لاختيار قوائم ووضعت معايير وضوابط للمشاركة .
وقالت ان اللجنة الوطنية للمرأة توصلت إلى قائمة أولية بأسماء المشاركات باللجنة التحضيرية تتكون من 15 اسما تم ترشيحها من قبل لجنة سباعية ضمت ممثلات عن كافة التوجهات بعد فرز أكثر من 37 ملفاٍ لنساء راغبات بالمشاركة وتم تقديم الأسماء للجنة الاتصال الرئاسية لاختيار المشاركات بما يتناسب مع النسبة المخصصة للمرأة والمقدرة بـ30% .
مضيفة أن التسهيلات والانفتاح الذي تعاملت به اللجنة الوطنية للمرأة كان السبب المباشر وراء نجاح التحضيرات وتقديم قائمة المشاركات قبل المكونات.

قد يعجبك ايضا