هنا وطني الكبير

إن مسمى الأرض القائمة حاليآ عليها الجمهورية اليمنية عبر الزمن هو اليمنبعكس الكثير من بلدان العالم التاريخية والقديمة نسبيا والحديثة النشأةالتي تقلبت وتبدلت مسميات هوية كل دولة منها على حدة ولأن هويتنا هي الهوية اليمنية على مر التاريخ وما قبل التاريخ نجد الكثير من الناس المنتمين لهذه الهوية وغيرهم في الماضي وفي الحاضر يوردون اسمها ويدونوه في ثقافتهمومن هؤلاء على سبيل المثال أمير شعراء الجاهلية امرؤ القيس الذي أورد اسم اليمن في مناجاته لمسقط رأسه دمون (الهجرين) بمحافظة حضرموت بقوله:
تطاول الليل علينا دمون
دمون إنا معشر يمانون
وكذلك شاعر الغزل في العهد الأموي عمر بن أبي ربيعة حين قدم إلى اليمن أنشد قائلآ:
تقول عبسي وقد أمت ركائبها لحجا
وبانت ذرى الأعلام من عدن
أمنتهى الأرض يا هذا تريد بنا
فقلت كلا ولكن منتهى اليمن
وهنالك الكثير والكثير من الحقائق التي تؤكد وحدة الأرض اليمنيةوتدحظ المزاعم التي يطلقها اليوم أصحاب المشاريع الصغيرة والمصالح الضيقةأو تلك الناتجة عن ما خلفته حرب صيف1994م من مظالم عدة خاصة في المحافظات الجنوبية.
وفي العصر الحديث جدد تأكيد حقيقة الهوية اليمنية لشمال البلد وجنوبها الكثير من المؤرخين والمثقفين والأدباء والشعراءومنهم شاعر اليمن الكبير الفقيد عبدالله هادي سبيت الذي قال في مطلع واحدة من قصائده الجميلةوالتي جاءت تحت عنوان “هنا صنعاء”:
هنا صنعاء في روحي وقلبي
هنا عدن في أعماق قلبي
هنا نفسي..هنا أهلي وصحبي
هنا وطني الكبير وكل حبي
ومن خلال هذه الأبيات الشعرية وبقية الأبيات الشعرية التي تضمنتها القصيدة المعنونة بـ«هنا صنعاء» وغيرها من قصائده الشعرية جسد شاعر اليمن الكبير الفقيد عبدالله هادي سبيت حقيقة الإنتماء للوطن وحقيقة حبه له والذوبان عشقا لكل ذرة من ذرات ترابه الأثمن من كنوز الذهب في العالم ولكل نسمة من نسماته التي تخلد الجمال في الروح والطمأنينة في النفوس والذوبان عشقا لكل قطرة من مياهه الرقراقة التي تشفي الصدور وتذيب هي الأخرى العلل والأحقاد التي تعلق في نفوس متعددي الأطماع والهويةالذين يحاولون تسميم أجواء اليمنيين وتعكير صفو علاقتهم الأخوية…

قد يعجبك ايضا